على الرغم من أن صيف العام الجاري سجّل أعلى معدلات ارتفاع في درجات الحرارة تاريخياً، فإن عامة الناس لم ينتبهوا بالقدر الكافي لما يجري حولهم.

ما زال إدراك المواطن العادي لحقيقة الأزمة ومدى خطورتها على مستقبل البشرية وحياة كل الكائنات على سطح الكوكب أقل بكثير من الحجم الفعلي للمشكلة، وهذا يدعو للقلق؛ فمعظم الشعوب لا يكترثون بهذه القضية ولا يأخذونها على محمل الجد، وهو أمر لا شك خطير، وله انعكاسه وتأثيره في فرص نجاح البشرية في مواجهة القضية ومعالجتها.

إن مهمة العلماء هي البحث والدراسة ووضع التوصيات أمام القادة لاتخاذ القرار، لكن آليات التنفيذ ترتبط بشكل وثيق بممارسات الناس ومدى التزامهم في ممارساتهم وسلوكياتهم، فقد تزايدت معدلات وقوع الحرائق والزلازل والفيضانات والأعاصير مع تنوعها وحدوثها في أماكن متفرقة من العالم.

ولو ضربنا مثالاً فيما يتعلق بحرائق الغابات، خاصة في الأمازون، التي يطلق عليها العلماء رئة الأرض؛ نظراً لمسؤوليتها عن توفير 20% من الأكسجين الذي نتنفسه، ووفقاً للأرقام الرسمية، فإن ارتفاع درجات الحرارة تسبب في فقدان غابات الأمازون مساحة تقارب دولة سويسرا من جراء الحرائق، فضلاً عن فقدان العديد من الطيور والأشجار النادرة التي تضمّها، وقد باتت مهددة بالفناء والانقراض، إضافة إلى حرائق مئات الآلاف من الأفدنة في غابات اليونان وإسبانيا والجزائر، والعديد من الغابات الأفريقية؛ ولهذا تسعى الدول، التزاماً بتطبيق اتفاق باريس، للحد من الانبعاثات ووضع حد لارتفاع درجات الحرارة.

ومن هذا المنطلق تأتي أهمية «كوب 28»، الذي ستستضيفه دبي؛ كونه أهم حدث عالمي خلال 2023؛ حيث وعد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بتنظيم حدث استثنائي يليق بحجم وخطورة القضية، على أمل أن يخرج بتوصيات عملية تنجح في محاصرة الظاهرة وإنقاذ الحياة على كوكب الأرض من الانقراض.

الأمر خطير، وعلينا جميعاً أن نستفيق قبل فوات الأوان، فالوقت لم يعد في صالحنا.