تفتح الحياة أمامنا أبواباً كثيرة، وتخضعنا لتجارب عديدة، نتعلم منها الكثير، ونثري بها معارفنا، ونطور من خلالها مهاراتنا، وننمي قدراتنا المختلفة، كما نعدل عبرها سلوكياتنا اليومية، التي تكشف عن طبيعة تفكيرنا، وتحدد نظرتنا إلى الأمور، وتبين طرق تفاعلنا مع الأشياء، والبيئة المحيطة بنا.
والسلوك هو كل ما يصدر عن الفرد من عمل حركي أو كلام أو تفكير أو انفعالات أو مشاعر، وجميعنا يدرك أنه يتأثر بطبيعة البيئة، التي يعيش فيها الفرد، حيث تؤكد الدراسات أن الإنسان «ابن بيئته»، وأن أصوله هي التي تنمي وتغذي سلوكياته، ونحن أبناء أمة تتميز بالرحمة والعطاء والخير، الذي يجري في عروقها.
وتعودنا في الإمارات على إغاثة المحتاج ومساعدته، ومد يد العون له لتكون بلسماً لجروحه، وهو منهج نستمد جذوره من مدرسة المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الإنسانية، حيث تحول العطاء في الدولة إلى استراتيجية ومنهج ثابت، جعل منها قدوة وعلماً بارزاً في تقديم الأعمال الخيرية والإنسانية، وهو ما يتجلى في حملة «تراحُم من أجل غزة»، التي لا تزال تتواصل في مدن الدولة، بهدف إغاثة الأشقاء الفلسطينيين المتضررين من الحرب في قطاع غزة، في تعبير صادق عن نهج دولة الإمارات في التضامن والتعاون الإنساني.
أيام قليلة مضت على انطلاق الحملة، التي تشرف عليها وزارة الخارجية، وبالتنسيق مع وزارة تنمية المجتمع، وبالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وبرنامج الغذاء العالمي، وبمشاركة 20 مؤسسة خيرية وإنسانية، وقد شهدت إقبالاً نوعياً ليس على مستوى تأمين المساعدات فقط، وإنما على صعيد المشاركات والتطوع، في مشهد يبرز سلوكياتنا الخيرة، ويؤكد حسن التربية والنشأة، فالجميع يبدي رغبته بمد يد العون إلى الأشقاء في غزة وفلسطين، والتخفيف من حدة الحرب عليهم، ومواصلة جهود الدولة الإنسانية لمساعدتهم.
مسار:
العطاء منهج ثابت في الدولة جعل منها قدوة وعلماً بارزاً