صناعة الدواء تزدهر.. والأمن الصحي أولوية

شهدت السنوات القليلة الماضية ثورة في صناعة الدواء في دولة الإمارات عموماً ودبي خصوصاً، ففي إطار الخطط الاستراتيجية التي تضعها الإمارات دورياً بقيادتها الحكيمة تضاعف حجم قطاع صناعة الأدوية في سنوات قليلة. كما حلت الإمارات بالمركز الأول في 14 مؤشراً في التنافسية العالمية للقطاع الصحي.

يأتي ذلك مدعوماً بمقومات عدة في مختلف القطاعات، فقد حلت الإمارات في المركز 16 عالمياً والأول بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في سهولة القيام بالأعمال. كذلك، فإنه بمقدور 33% من سكان العالم (2.6 مليار شخص) الوصول إلى الإمارات خلال 4 ساعات و66% من سكان العالم (أكثر من 5 مليارات شخص) يستطيعون ذلك خلال 8 ساعات فقط. كما يواصل مطار دبي الدولي تصدره كأكبر محور للنقل الجوي في العالم. علاوة على ذلك، تمتلك الإمارات 34 منطقة حرة أكثر من 20 منها في دبي وحدها. وفي الإمارات كذلك 5 مرافق بحرية متقدمة، 3 منها في دبي.

وهناك 80 مركزاً لوجستياً لتوزيع الأدوية تغطي أكثر من 60 دولة بالإضافة إلى أكثر من 800 مركز دوائي لاستيراد وتوزيع الأدوية والمعدات الطبية. كما يتم تحديث القوانين الناظمة للقطاع الصحي دورياً وخلال فترات تتراوح بين 3 و5 سنوات كحد أقصى لمواكبة التطور التقني والتنافسية العالمية في هذا القطاع.

الكثير والكثير من المقومات التي تجعل القطاع الصحي استثنائياً. لذلك، فقد ارتفع عدد المصانع الدوائية والمنتجة للمعدات الطبية من 9 مصانع في 2005 إلى 18 في 2018 ثم إلى 29 في 2023 أي بنمو فاق 300% خلال أقل من 10 سنوات.

وتغطي المنتجات التي تصنعها الإمارات محلياً والتي بلغ عدها 1900 منتج دوائي خارطة العالم. كما أن 90% من شركات الأدوية العالمية لها مقرات إقليمية ومكاتب في الإمارات، وأكثر من 50 % منها تخدم مناطق تمتد إلى أفريقيا وأوروبا الشرقية.

وهكذا، تركز الإمارات عموماً ودبي بصفة خاصة، عبر استراتيجية أبعد من تطوير وتنويع القطاعات الاقتصادية وجذب الاستثمارات، إلى جعل القطاع الصحي أولوية والوصول إلى اكتفاء ذاتي واستقلالية تعزز قدراتها على مواجهة أي مخاطر جيوسياسية، لا بل أكثر من ذلك، تجعل الإمارات مخزناً للأدوية والمعدات الطبية للمنطقة ومورداً أساسياً لها لتكون صمام أمان للدول المجاورة في مواجهة أي خلل صحي أمني أو اقتصادي.

الأكثر مشاركة