قادة جبناء

توقعنا أن يظهر علينا «إسماعيل هينة» في لقطة بطولية، وهو يتفقد آثار العدوان على غزة، في «جباليا»، أو في بقعة «مفبركة» من كتائب التزوير الإلكتروني، فهم أصحاب خبرة في تغيير ملامح الصور واللعب بمكوناتها، ولم نشاهده، بل ولم نسمعه حتى بكلمة مسجلة، يرفع بها معنويات المقاتلين الذين تُركوا دون قيادة، في مواجهة جيش غاشم مدجج بالسلاح، ولا يخشى لومة لائم أثناء تقدمه، ولم يتحدث، لا هو ولا «الزهار» و«أبو مرزوق»، أو ذلك المسمى «السنوار»، قائد الجبهة الداخلية، كلهم تحولوا إلى «فص ملح» ذاب، ولم يبقَ منه إلا طعمه اللاذع!

يا للعار، قادة، أشاوس، مناضلون، مقاومون، يدعون بأنهم لا يهابون الموت، خرجوا مثل الفئران ولم يعودوا، رغم أن الأنفاق التي هربوا منها ما زالت موجودة، يا للعار «لبنى عبد العزيز» كانت أشجع منكم في فيلم «وا إسلاماه»، عندما التقطت «الراية» قبل أن تسقط، ونادت بأعلى صوتها، وأنتم لم تخاذلتم، ولم تفعلوا مثلها؟ عندكم راية حسن البنا، وعندكم تلال من أنقاض البيوت التي دمرها الإسرائيليون، بالله عليكم أخبرونا، أين أنتم الآن؟ هل عدتم إلى فنادقكم في الدوحة؟ أم ما زلتم عند من تنحنون لهم وتقبلون أيديهم؟!

عذراً للتاريخ، وعذراً للشخصيات التاريخية الفذة التي كان يتحدث عنها «باكثير» في روايته «وا إسلاماه»، عذراً إن كان البعض سيعتقد أنني أشبهكم بسلطان مصر قطز ومعركة «عين جالوت»، وهي بالمناسبة على مشارف غزة، وفيها تم كسر المغول، بعد أن استباحوا عشرات المدن والحواضر الإسلامية والعربية، من بينها عاصمة الخلافة بغداد، ونكلوا بأهلها وحضارتها، أعتذر لأنكم لا يمكن أن تُحسبوا على هذه الأمة وتُقارنوا بالقادة، فأنتم لا تضاهون زوجة قطز، وهي تشد من أزر الجنود في ساحة المعركة، أكرر يا هنية «ساحة المعركة»، وليس غرفة «الساونا» في فندق الخمس نجوم.

لقد أثبت التاريخ أن زعماء العصابات يعيشون، ويموتون عبيداً للمال، يقايضون به الحق والشرف، ويضحون حتى آخر قطرة دم لا تسال من أجسادهم، وعصابات الإخوان صنعت زعماء يعيشون في قصور جبال الألب، ومنتجعات بحيرات سويسرا، والدم ينزف من التابعين المغرر بهم والأبرياء!

 

الأكثر مشاركة