معرض دبي للطيران تفوّق وأرقام

في كل يوم تطالعنا دبي بما يبهرنا، لتؤكد لنا أنها لا تنافس إلا نفسها، وتسعى نحو القمة وموقع الريادة في كل المجالات وعلى كل الأصعدة، بحنكة قائدها وشخصيته الفذّة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي جعل إمارة دبي محط أنظار العالم بأسره في شتى المجالات.

من يطالع الصحف ووسائل الإعلام لن يسعفه الوقت في متابعة الأخبار والتقارير التي تتحدث عن العديد من الفعاليات والأحداث التي تشهدها الإمارة، فبينما تستعد دبي بعد أيام قلائل لاستضافة أهم حدث عالمي خلال عام 2023، وهو «COP28»، نجدها في الوقت ذاته قد نظّمت بنجاح باهر النسخة الكبرى على الإطلاق من معرض دبي للطيران في دورته الـ18، الذي استقطب 200 ألف زائر خلال أيامه الـ5، وليتسابق كبار الشخصيات والرموز العالمية للحضور والمشاركة، إيماناً منهم أن دبي بما تتمتع به من خبرة ستبهرهم بتنظيمها وقدرتها على تقديم كل ما هو جديد لمواكبة التطور التقني في مجال الطيران، فكانت مشاركة كبرى الشركات، مثل «بوينغ» و«إيرباص» وغيرهما بأجنحة متميزة. 

كما أن المعرض، الذي انطلق في بداية الأسبوع الماضي وانتهى أول من أمس الجمعة، اعتاد جذب الجمهور والزوار الذين يستهويهم عالم الطيران، حيث يمكنهم الاطلاع على خفايا وأسرار هذا العالم المثير، إضافة إلى حجم النفقات الهائلة عبر العديد من الصفقات التي تبرمها الشركات العاملة في المجال.

وهنا نترك الحديث للأرقام لندرك مدى نجاح المعرض واستقطابه الشركات والمؤسسات العالمية، فقد وصل إجمالي قيمة الصفقات للطائرات التجارية والعقود العسكرية المعلنة خلال الأيام الأربعة الأولى من معرض دبي للطيران 2023 إلى نحو 360.6 مليار درهم، ملامسة 100 مليار دولار، قبل يوم من إسدال ستار الفعاليات، وهذا يعد أضخم الصفقات التجارية في تاريخ المعرض، مع تزايد المنافسة بين الشركات العالمية المصنعة والمقدمة للخدمات المرتبطة بقطاع الطيران.

وكل هذا هو نجاح وتميّز يضاف إلى رصيد دبي، ويعزز مكانتها بوصفها قوة جذب لرؤوس الأموال والاستثمار في هذا القطاع الحيوي والمهم.

ولا يفوتني أن أتقدم بالشكر الجزيل والتقدير لطيران الإمارات، وعلى رأسها سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، على اقتناصهم الفرصة ومبادرتهم الجريئة، وترجمتهم الفورية لمواكبة التطور المذهل في مجال الطيران، حيث أعلنوا عن استثمار 3.5 مليارات درهم لبناء منشأة هندسية متطورة على مساحة مليون متر مربع، لتصبح المنشأة الأكبر والأكثر تطوراً التي تديرها أية ناقلة جوية في العالم، وهو الأمر الذي سيعطي دفعة قوية للبنية التحتية للطيران ذات المستوى العالمي في دبي، وليتأكد لدينا دائماً أن «دانة الدنيا» لا تضيّع الفرص أينما وجدتها، فهي بكل جدارة موطن الفرص التي لا تضيع.