تتردد في رؤوسنا الكثير من الأفكار، وتسكن قلوبنا مشاعر وعواطف جياشة، ونحن نتأرجح بين العقل والقلب، حيث يسعى كل واحد منهما لسحبنا ناحيته، ويأتي ذلك مع محاولتنا خلق التوازن بين العقل والقلب، من خلال مراجعة الذات ومحاسبتها، وتجاهل بعض الأصوات التي نسمعها بداخلنا، في محاولة منا للوصول إلى أهدافنا، وتحقيق أمنياتنا.
وقد يبدو «النقد الذاتي» في بعض الأحيان قاسياً، ومثيراً للقلق، لا سيما عندما يتحول إلى عملية لـ «جلد الذات»، ما يجعل المردود النفسي سلبياً، وهو ما قد يؤثر في الإنتاجية، ويؤدي إلى العزلة، خوفاً من مواجهة ما تفرضه الحياة من تحديات.
«النقد الذاتي» هو صوت داخلي لا يسكت أبداً، وهو سلوك يكشف للفرد عن نقاط ضعفه. قد يتحول في لحظة إلى تجربة مؤلمة، تهز جوهر الفرد، وتخفض مستوى طموحاته، ولكنه في الوقت نفسه، هو سلوك صحي لزيادة الوعي، وتحفيز النمو الشخصي، عبر التعّلم من الأخطاء، واكتشاف نقاط الضعف ومحاولة التغلب عليها، ولكنه قد يشكل أحياناً حاجزاً أمام تقدير الذات، كونه يمنع الفرد من الإيمان بقدراته الشخصية، ويُعدّ «النقد الذاتي» جزءاً طبيعياً من الحياة، لا يجب علينا ممارسته بشكل مفرط، حتى لا يكون له تأثيرات سلبية في النفس، كما لا يجدر بنا وضع معايير ذاتية غير واقعية، حتى لا نضطر إلى اتخاذ مواقف حادة عند عدم قدرة الذات على الوفاء بهذه المعايير.
وبرغم ذلك، تكمن أهمية «النقد الذاتي» في قدرته على تمكين الفرد من تدارك الأخطاء وتصويبها، والتقدم بوضوح وخطوات ثابتة نحو الأمام، ولذلك يعتبره الكثير من الناس بمثابة الخطوة الأولى في طريق الإصلاح، ليس للنفس فقط، وإنما المجتمع أيضاً، ويرى فيه البعض نقطة محفزة للإبداع، قادرة على تصحيح المسار، وإلهام الفرد على النهوض بأفكاره وتحقيق أهدافه، والارتقاء بمستوى إنسانيته.
مسار:
النقد الذاتي طريقة مثالية لممارسة التفكير الإبداعي