ما بين «كوب 28» وعيد الاتحاد.. مستقبل يُصنع

ت + ت - الحجم الطبيعي

تستعد دولة الإمارات العربية المتحدة لحدثين تاريخيين مهمين خلال الأيام القليلة المقبلة، الأول ينتظره العالم كله ويعول عليه في إنقاذ مستقبله البشري، ورسم خريطة طريق لمواجهة الظاهرة الأخطر التي تهدد هذا المستقبل، وأعني بذلك مؤتمر الأطراف «كوب 28»، الذي سينطلق في إكسبو دبي اليوم الموافق 30 من نوفمبر.

أما الحدث الثاني فهو وطني بامتياز، وهو الاحتفال بالعيد الوطني الثاني والخمسين، أو الذكرى الـ52 لتأسيس اتحاد دولة الإمارات المبارك، الذي يضيف مع كل عام يمر عليه لبنات جديدة تعزز من قوته وصلابته، ليبرهن على عمق الرؤية الحكيمة للقادة المؤسسين لهذا الاتحاد المبارك.

فما تشهده دولتنا الحبيبة من نهضة مباركة وتطور مستمر في مختلف المجالات هو ثمرة هذه الرؤية الحكيمة للمؤسسين، ونتيجة طبيعية لجهد وإصرار قيادتنا الرشيدة على الوصول بهذا الاتحاد إلى الرقم واحد في العالم كله في جميع المجالات التنموية.

تسعى دولة الإمارات من خلال تنظيمها واستضافتها لمؤتمر «كوب 28»، الذي يعد الأكبر في تاريخ مؤتمرات كوب على الإطلاق من حيث حجم المشاركة الدولية فيه، مع حضور أكثر من 70 ألف مشارك يمثلون 197 دولة والنشطاء المعنيين بالبيئة والمناخ، إلى تقديم نسخة «استثنائية» لمؤتمرات الأطراف، وتحقيق نتائج إيجابية طموحة تضع العالم على المسار الصحيح لمواجهة ظاهرة التغير المناخي.

وتحقيقاً لذلك، جابت الوفود الإماراتية، ولا سيما رئاسة «كوب 28»، معظم دول العالم، من أجل ضمان تحقيق التوافقات المطلوبة بشأن مختلف القضايا المطروحة على أجندة المؤتمر، وهي كثيرة ومعقدة ومتشعبة، رافعة شعار «إشراك الجميع وعدم ترك أحد يتخلف عن الركب». ونجحت بالفعل في تأمين هذه المشاركة العالمية الأوسع في تاريخ مؤتمرات المناخ.

فيما لا تزال تعمل بجد من أجل الوصول إلى النتائج التي ينتظرها كل المدافعين عن البيئة والمناخ. ومع انتهاء الاستعدادات وتأكيد جاهزية الدولة لاستضافة وفود العالم انتظاراً لانطلاق فعاليات المؤتمر، يراهن العالم كله على الإمارات وقيادتها الرشيدة في تحقيق الطموح المناخي الذي ينشده.

هذا الحدث العالمي المهم سيأتي متزامناً مع احتفال دولتنا الحبيبة بالعيد الوطني الثاني والخمسين، وهو مناسبة مهمة لكي يشهد العالم عن قرب ما حققته، وتحققه، دولة الإمارات تحت قيادتها الرشيدة من إنجازات وضعتها في مصاف الدول المتقدمة، وما تنعم به من تسامح وتعايش بين مختلف الجاليات التي تعيش على أرضها.

وما تقوم به من جهود مستمرة ودؤوبة لحماية البيئة ودعم الجهود العالمية لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري، ولا سيما مع إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله» العام الحالي 2023 «عام الاستدامة».

الاحتفاء بالعيد الوطني لهذا العام، ليس فقط مناسبة للاحتفال بمرور عام جديد على اتحادنا المبارك واستذكاراً لجهود الآباء المؤسسين بقيادة المغفور لهما الشيخ زايد، والشيخ راشد، رحمهما الله، وإخوانهما حكام الإمارات الذين أخذوا على عاتقهم وضع الأسس القوية التي قام عليها بنيان الاتحاد.

والتي أوصلت الإمارات إلى ما هي عليه اليوم من رفعة وتقدم، رغم كل التحديات التي واجهتها، ولكنه أيضاً مناسبة مهمة للالتفاف حول قيادتنا الرشيدة، حفظها الله، التي تقود الإمارات نحو المستقبل، من أجل ترسيخ مكانتها العالمية وتعزيز رفاهيتها وتطورها.

ولذلك لم يكن هناك استغراب من إعلان منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» اعتماد العيد الوطني للإمارات، في الثاني من ديسمبر، يوماً عالمياً للمستقبل، فالإمارات هي دولة مستقبل، وهي نموذج لكل الدول الساعية إلى بناء مستقبل مشرق لشعوبها.

Email