مؤشرات نجاح «كوب 28»

لا يساورني أدنى شك بنجاح مؤتمر «كوب 28» في تحقيق أهدافه بما يناسب طموحات وتطلعات شعوب العالم.

بعيداً عن العواطف والأمنيات، فإن مؤشرات النجاح التي أرصدها مبنية على توقعات ومقابلات أجنبية لا تترك فرصة إلا وعبرت فيها عن ثقتها بنجاح الإمارات في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء، والخروج بآليات عملية وخطوات محددة يمكن تطبيقها على الفور لمكافحة ظاهرة التغيرات المناخية والاحتباس الحراري، فوفق وسائل الإعلام فقد راهن الخبير الأمريكي تشارلز دريسكول، الذي يعمل أستاذاً وخبيراً للنظم البيئية في جامعة سيراكيوز بنيويورك، على أن «كوب 28» سوف يشكل دفعة لجهود العمل المناخي للأمام، حيث أشار إلى أن القمة سوف تساعد في تقييم ما تم إنجازه ودفع المسار إلى الأمام، معرباً عن أمله أن تشهد تحوّل مواقف الدول الكبرى من مرحلة تقديم التعهدات النظرية إلى الإنجازات العملية.

صوت آخر من اليابان يعزز الثقة الدولية لمكانة الإمارات في التعاطي الجاد مع قضية المناخ، حيث أكد تونا غولينك، نائب الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لدى شركة «دايكن»، أن الدولة تواصل جهودها العالمية من أجل تغيير جذري في مسار العمل المناخي، وتمهيد الطريق نحو مستقبل مستدام.

على أن أهم مؤشرات النجاح تمثلت في اختيار مجلة التايم الأمريكية الرئيس المعين للمؤتمر معالي الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة بالإمارات، ضمن قائمة أقوى 100 شخصية في قطاع المناخ، وفي حيثيات قرارها أشارت إلى أن الجابر اتخذ نهجاً مختلفاً عن الرؤساء السابقين في مؤتمر الأطراف، إذ وجّه الدعوة إلى شركات النفط والغاز، وأعطى الأولوية للحلول المناخية في شركات القطاع الخاص.

وفي حوارها معه قال الجابر: إن التقليص التدريجي في الاعتماد على الوقود الأحفوري أمر لا مفر منه، كاشفاً أن نجاح قمة «كوب 28» يعتمد بقدر ما على احتضان القطاع الخاص وتغيير ظروف السوق.

ولا يمكن أن نغفل الأسباب الرئيسية التي دفعت إلى نجاح الجابر، وفي مقدمتها القيادة الحكيمة الداعمة لعمله والمحفزة لانطلاقه مع توفير العوامل كافة التي تؤهله لأداء رسالته على أكمل وجه، فقد تابعنا كيف أشاد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بإنجازات الجابر، حيث قال سموه في تغريدة عبر منصة «X»: «فخورون بإنجازات الجابر الدولية، وبنشاطه المتسارع في هذا القطاع الحيوي، وفخورون بجميع إنجازات أبناء الإمارات في كافة القطاعات».

في ضوء ما تقدم يبدو واضحاً أن الإمارات لم تنتظر فعاليات القمة لتبدأ عملها في هذا الملف، بل أعدّت له العدة مسبقاً، وفتحت أمامه كل السبل، ويسرت له طرق النجاح قبل انطلاقه.

الأكثر مشاركة