منذ الثاني من ديسمبر عام 1971 ودولة الإمارات العربية المتحدة تخطو بخطى ثابتة نحو المستقبل بكل عزم، بقلوب مخلصة، وبهمم عالية، نحو بناء مستقبل أكثر ازدهاراً ورقياً لوطن نفديه بالأرواح، وهذه ثمرة الإيمان العميق، الذي ترسخ في وجدان والدنا المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي كان طموحه بناء دولة متحدة قوية وعصرية متطورة، تبني الحضارات، وتواجه التحديات.
لقد تكللت جهود والدنا المؤسس الشيخ زايد، طيب الله ثراه، بالنجاح، عندما وضع القادة المؤسسون، طيب الله ثراهم، يدهم بيد والدنا المؤسس الحكيم، وفق رؤى واضحة وبصيرة سديدة، وبذلوا الغالي والنفيس لتوحيد الصف والكلمة، بعد ما كانت 7 إمارات متفرقة، فباتت دولة الإمارات كالجسد الواحد قوية الأركان متراصة الصفوف، وهذه التضحيات العزيزة، التي بذلت ستبقى خالدة في ذاكرة الوطن، وفي وجدان كل واحد منا، وستغرس في الأجيال القادمة، ليدونوا وينقلوا قصص النجاح، التي بذلها الآباء والأجداد في بناء حاضر الدولة المزهر.
أكملت قيادتنا الحكيمة بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ما بناه الآباء المؤسسون وصانوا العهد، وواصلوا مسيرة البناء والتنمية والعطاء، ولم يدخروا جهداً في إسعاد شعبهم، وكل من يقيم على هذه الأرض الطيبة، ورفع راية الوطن في كل محفل ومناسبة، ولنا الحق بأن نفتخر بالمكانة العالية، التي وصلت إليها دولتنا الغالية في ظل قيادتنا الحكيمة.
52 عاماً عمر دولتنا المباركة، تحققت لنا بفضل الله تعالى فيها الكثير من الخيرات، وتوصلنا إلى ما نصبو إليه من تطلعات وغايات، وها نحن مقبلون على خطط جديدة، واستراتيجيات فريدة، وهمم عالية، وجهود مضاعفة لتحقيق الرؤية السديدة، التي وضعتها قيادتنا الحكيمة، التي تهدف إلى الارتقاء بالدولة، لتصبح الإمارات أفضل دول العالم وصولاً لمئويتها 2071.
قيادتنا الحكيمة توجه لنا رسائلها الإيجابية، التي ترسم لنا خارطة الطريق لوطن أكثر تقدماً، من خلال بناء الشخصية الإماراتية المتفردة، التي تسهم في بناء حاضرها، واستشراف مستقبلها، من خلال إظهار الشخصية الإماراتية وسماتها الإيجابية، ونشر ثقافتها محلياً ودولياً، شخصية تسعى دائماً إلى الازدياد من العلوم والمعارف والمهارات، لتسهم في تقدم الوطن ورفعته، شخصية تحرص على الانفتاح المعرفي الواعي مع حرصها على الحفاظ على قيمها ومبادئها وعاداتها وهويتها الوطنية وتعتز بها.
شخصية حب الوطن متجذر في ثناياها وأركانها، قيمها الإخلاص والولاء والوفاء للوطن وقيادته الحكيمة، شخصية تسعى إلى وحدة الصف والكلمة، تقف خلف قيادتها الحكيمة ببذلها وعطائها المتدفق، شخصية تصون الأمانة وهدفها المحافظة على راية الإمارات خفاقة عالية شامخة لوطن يعتلي القمم، وهام السحاب بكل ثقة وإيمان واقتدار.
تسعى قيادتنا الحكيمة من رسائلها الجميلة إلى أن تشحذ الهمم، وتشجع أبناءها على بذل المزيد من العطاءات والتضحيات لمزيد من الإنجازات والنجاحات خلال الفترة المقبلة، التي تتطلب توجيه الجهود والطاقات بالاتجاه، الذي يضعنا في مقدمة الدول العالمية، وهذا يتطلب منا الكثير من العمل والبذل، ونحن شعب وفيّ لا يرضى إلا بالمقدمة والمركز الأول، ولا مستحيل في قاموسنا.
توجهات قيادتنا الحكيمة راقية تجاه المستقبل، من خلال الاستكشافات العلمية في الأرض والفضاء، والاستثمار في بناء الإنسان وتنمية العقول، والمحافظة على البيئة باستخدام الطاقة النظيفة، وتسعى إلى بناء جسور التواصل مع الآخرين، وتقريب وجهات النظر بين الدول، وحل النزاعات والصراعات بالطرق السلمية، وتبذل الجهود، لمساعدة الإنسانية من حولنا، وترسيخ الأمن والأمان العالمي لا سيما في الشرق الأوسط، وتهدف إلى نشر السلام والتسامح والتعايش، ونبذ العنصرية والكراهية والإرهاب.
علينا أن نتأمل بأن دولتنا بتوجهاتها الواضحة وقيمها الناصعة كسبت ثقة العالم، حتى أصبحت محل الأنظار ومقصد الزوار، كما أصبحت من الوجهات الرئيسية للأحداث العالمية المهمة، بالأمس القريب استضافت دولتنا المباركة «إكسبو دبي 2020»، وفي هذه الأيام المشرقة، التي تتزامن مع احتفالات الدولة بعيد الاتحاد الـ 52 تستضيف «COP28»، الذي يناقش قضايا المناخ، وتترقب شعوب العالم نتائجه، الإمارات باختصار هي النور والقدوة للآخرين.
أوصي الجميع، وخاصة الشباب بأن يبذلوا قصارى جهدهم، ويحافظوا على طاقاتهم، ويوجهوها إلى خدمة وطنهم، فالأوطان تبنى بسواعد أبنائها لا سيما الشباب؛ فبكم تبنى الحضارات وتتحقق الإنجازات، وتصان المكتسبات والمقدرات، وبكم يفخر الوطن، احرصوا على الازدياد من العلوم والمعارف وبناء العقول، حافظوا على هويتكم الوطنية وعاداتكم وتقاليدكم الرصينة، وتمسكوا بأخلاقكم وقيمكم القويمة في خطواتكم نحو بناء مستقبل وطنكم.
رسالتي للجميع بأن نبذل الطاقات وكل الإمكانات، كل في مجاله واستطاعته لوطن أكثر رفعة ورقياً وازدهاراً وأكثر أمناً ومنعة واتحاداً، وأن نحافظ على مكتسباتنا، التي تحققت خلال الـ 52 عاماً الماضية، ونستثمرها في بناء الوطن برؤية قيادته الحكيمة بكل همة ونشاط، وما بذله والدنا الشيخ زايد والآباء المؤسسون، رحمهم الله، وما تبذله قيادتنا الحكيمة من جهود عظيمة، وما قدمه جنودنا البواسل من تضحيات، وما يقدمه المخلصون تجاه هذا الوطن المعطاء، وقصص الكفاح وتحمل الصعاب، وقصص التضحية والإخلاص، وقصص النجاحات والإنجازات يجب أن تخلد في الصفحات الناصعة، ولا بد أن تدرس وتغرس في الأجيال القادمة.
نعاهد قيادتنا الحكيمة بأن نظل على العهد، ونعمل بجد واجتهاد، مغلبين المصلحة الوطنية العليا على ما سواها، وأن نقف خلف قيادتنا الحكيمة في كل الظروف كالجسد الواحد، مسخرين كل ما نملك من علم ومهارة وجهد ووقت، ليبقى البيت متوحداً، وراية الوطن خفاقة عالية.