«إن قضية التغير المناخي ليست قضية مؤقتة، بل هي تحدٍ مستمر، وإذا لم تعمل كافة الدول كفريق واحد للحفاظ على كوكب الأرض للأجيال القادمة، فستكون الكلفة أكبر مستقبلاً»، بهذا الوضوح التام في الرؤية، واللغة الجازمة في التعبير، والحسّ العميق بالمسؤولية يؤكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، عمق التحديات وضخامة المخاطر التي تنتظر كوكب الأرض بفعل التغيرات المناخية المتسارعة التي لم يشهد لها الكوكب مثيلاً، والتي أصبحت مصدر قلق للإنسانية بسبب النتائج الوخيمة المتوقعة لهذه التحولات التي بدأت تلقي بظلالها الكئيبة على حياة الناس على ظهر هذا الكوكب مثل الاحتباس الحراري وارتفاع درجة حرارة قشرة الأرض، وذوبان الثلوج بشكل غير معهود، إلى غير ذلك من المظاهر التي تنذر بغير قليل من العواقب والتحديات التي تحتاج، كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إلى العمل كفريق واحد بين جميع الدول لضمان مستقبل الأجيال اللاحقة وتوفير مظلة أمان للحياة حاضراً ومستقبلاً.

تنوع

في هذا السياق من الاهتمام بهذه المعضلة المناخية الكبرى، يأتي انعقاد مؤتمر «COP28» في مدينة إكسبو بدبي لمناقشة المهمة الكبرى الملقاة على عاتق القيادات وقوى المجتمع المدني، وتعبيراً عن الحفاوة بهذا المؤتمر الضخم الذي سيمتد من الفترة 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر من هذا العام، كتب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد تدوينة ترحيبية بجميع المشاركين على حسابه في منصة «x» افتتحها بقوله: «نرحب في دولة الإمارات بأكثر من 70 ألف ضيف من 198 دولة، رؤساء دول وقادة حكومات ووزراء ومسؤولي شركات ومنظمات دولية وأكاديميين وإعلاميين حطوا رحالهم في دولتنا لمناقشة قضية واحدة هي الحفاظ على كوكبنا للأجيال القادمة»، ففي هذه الإطلالة الترحيبية يكشف سموه عن جدية الاهتمام بهذه القضية من خلال كثافة الحضور غير المسبوق والعدد الكبير التنوع في الأطياف المشاركة ابتداءً من رجال السياسة وصناع القرار وانتهاءً برجال الإعلام الذين يتحملون قسطاً كبيراً في سبيل نشر الوعي بهذا الموضوع الذي أصبح على درجة عالية من الخطورة مع مرور الأيام، حيث يكشف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد عن الهدف الأساس لهذه التظاهرة الحضارية التي زحفت إلى دبي من شتى بقاع العالم، ألا وهو الحفاظ على هذا الكوكب الفريد الذي هو مهاد الإنسانية وملاذها الأخير.

اجتماع

«المهمة عظيمة، والتحديات كبيرة، ولكن يعلمنا التاريخ أن اجتماع البشر وتعاونهم وتوحيد جهودهم كان لا يزال أعظم سر في ازدهار حضارتهم واستمرار تقدمهم»، وبالمعهود من التفكير التقدمي الطليعي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يؤكد على أن المهمة عظيمة التكاليف، وشاقة التنفيذ، وأن التحديات الكبيرة يجب أن لا تقف عائقاً في وجه الإرادة الإنسانية الخيرة الباحثة عن سعادة الإنسان وتوفير مظلة الأمان للأجيال القادمة، لأن التاريخ يعلمنا بحسب عبارة صاحب السمو نائب رئيس الدولة أن تكاتف نوايا الخير وسواعد العمل في وجه التحديات هو سر التقدم والبقاء للإنسانية عبر مسيرتها الحضارية الطويلة، وأن الإحساس الصادق بالمسؤولية الجماعية هو الكفيل بوضع الحلول واستنقاذ حالة الكوكب المناخية لضمان حياة مستقبلية آمنة، فالموضوع ليس سهلاً ولا يحتاج إلى المزيد من إضاعة الوقت، فكان هذا المؤتمر الدولي الضخم هو ناقوس الإنذار الذي طال انتظار قرعه لكي تقوم الإنسانية بواجبها تجاه نفسها وتجاه كوكبها الأوحد في هذا الكون الفسيح.

«كلّ التوفيق للجميع في هذه المهمة الإنسانية، ونجدد ثقتنا بفريقنا الوطني في استضافة وتنظيم هذا الحدث الدولي الاستثنائي في دولة الإمارات»، وبهذه الكلمات المفعمة بالترحيب والثقة يختتم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد هذه التدوينة التي كتبها في ظلال هذا الحدث الكبير، مثمناً الدور الكبير للفريق الوطني الذي نهض بأعباء استضافة مثل هذا المؤتمر الكبير الذي استقبلت فيه الإمارات هذا العدد الهائل من رجال الحكم وقادة العمل الاقتصادي وطواقم الإعلام في تظاهرة حضارية كبرى تشهد على حيوية هذه الدولة وعمق حضورها في المشهد العالمي.