«كوب 28».. نجاح استثنائي

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكن معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مؤتمر الأطراف «COP28»، مبالغاً حين وصف المؤتمر العالمي الأهم المعني بالمناخ، الذي تحتضنه مدينة إكسبو دبي، بأنه «استثنائي»، وأنه «أسهم بالفعل في كتابة تاريخ العالم ومؤتمرات COP»، فحجم النجاحات والإنجازات التي حققها المؤتمر منذ يومه الأول، تدل بوضوح على العمل الاستثنائي الذي قامت به دولة الإمارات، ورئاسة مؤتمر الأطراف، من أجل تقريب وجهات النظر العالمية، والوصول إلى توافقات بشأن أصعب القضايا المطروحة للنقاش على أجندة المؤتمر.

ففي أول يوم للمؤتمر، نجحت الرئاسة الإماراتية للمؤتمر، في تيسير التوصل إلى اتفاق تاريخي لتفعيل صندوق الخسائر والأضرار لتأثيرات المناخ، وهي سابقة في تاريخ مؤتمرات «كوب»، وتم بالفعل التعهد بمبلغ 726 مليون دولار.

في اليوم التالي، أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، إنشاء صندوق بقيمة 30 مليار دولار، للحلول المناخية على مستوى العالم، بهدف سد فجوة التمويل المناخي، وتيسير الحصول عليه بتكلفة مناسبة، ويسعى هذا الصندوق إلى تحفيز جمع واستثمار 250 مليار دولار بحلول عام 2030.

كما نجحت الإمارات في حشد أكثر من 83 مليار دولار، كتمويلات مالية تجاه العمل المناخي في الأيام الخمسة الأولى، وهو إنجاز قياسي جديد، انفردت به هذه النسخة من مؤتمرات الأطراف.

كما شهد «كوب 28»، الإعلان عن أكثر من عشرة تعهدات وإعلانات، هي الأولى من نوعها على الإطلاق، تشمل التحول في النظم الغذائية وقطاع الصحة، بجانب إعلانات تتعلق بالطاقة المتجددة وكفاءتها، والهيدروجين الأخضر ومشتقاته، ومبادرات تهدف لإزالة الكربون من الصناعات الثقيلة كثيفة الانبعاثات. وحظيت هذه الإعلانات بتأييد دولي واسع، حتى إن بعضها لقي تأييد أكثر من 140 دولة.

لست هنا بصدد تعداد وسرد إنجازات «كوب 28»، فهي كثيرة، ولا يتسع لها المقام، ولكن الأمر المهم، هو توضيح سر وسبب هذه الإنجازات، وهي معروفة للجميع، وتتمثل في وجود إدارة إماراتية واعية وحكيمة، تعمل بدأب من أجل ضمان تحقيق النجاح، فالإمارات، ومنذ الإعلان عن فوزها باستضافة «كوب 28»، أخذت على عاتقها وضع الخطط التي تضمن تحقيق النجاح الذي تنشده دائماً، وشهدت الدبلوماسية الإماراتية تحركات لا تتوقف، من أجل تحقيق التوافقات الدولية على القضايا المطروحة للنقاش، بل إنها أضافت الكثير من القضايا التي طرحت لأول مرة على أجندة المؤتمر، بما في ذلك قضايا الصحة والتجارة والشباب، والنظم الغذائية المستدامة، وغير ذلك.

وعلى الرغم من الحملات الإعلامية المستعرة، التي حاولت باستماتة التشكيك في نجاح المؤتمر، ومحاولة إفشاله، حتى قبل أن يبدأ، من خلال توجيه سهام النقد لاستضافة الدولة المؤتمر، بدعوى أنها دولة نفطية، وأن هذا ينطوي على تضارب مصالح، متناسية عن عمد، جهود الدولة التي لا يمكن التغاضي عنها في قيادة العالم نحو الطاقة المتجددة والنظيفة.. على الرغم من ذلك، أثبتت الإمارات مجدداً، أنها إذا وعدت أوفت، وهي كانت قد وعدت بالفعل بتقديم نسخة استثنائية، وها هي أوفت بوعدها، ليس فقط بشهادة معالي سلطان الجابر، وإنما أيضاً بشهادة مختلف الجهات الدولية والمسؤولين الدوليين، الذين أشادوا بحسن التنظيم، وحفاوة الاستقبال والإرادة الإماراتية الصلبة للخروج بنتائج ترسم خريطة طريق العالم لمواجهة تحدي التغير المناخي.

 

Email