التغيير من سنن الحياة، هو واقع يجب علينا أن نعيشه ونتقبله، وأن نسعى إليه كونه يحمل لنا الكثير من الفرص، وعلى أساسه يمكننا تحديد الأهداف وتصميم المستقبل، ورسم ملامح النجاح، ولكن البعض منا يخاف من التغيير، ويعتبره «مغامرة غير محسوبة» كونها تجبره على مغادرة «منطقة الراحة»، التي طالما استقر فيها، وتعود عليها.

التغيير ليس مجرد كلمة عابرة في الحياة، وإنما هو تعبير عن «التطور» و«التحول من حال لآخر» ليس على مستوى الأفراد فقط، وإنما المؤسسات والشركات أيضاً، والفرق بينهما يكون في عملية التطبيق وصياغة الرؤية والاستراتيجيات ونوعية الأهداف، حيث تبدو بالنسبة للمؤسسات أوسع وأكبر، وأكثر شمولاً، ولإنجاحه يجب أن يتم عبر اتباع طرق ونماذج محددة، ووفق منهجيات علمية وإدارية، وبأساليب منظمة وسلسة دون أن يؤثر على الأداء العام للموظفين والإدارة العليا، وكذلك الصورة العامة للمؤسسة، ولكن عملية التغيير والرغبة فيه يجب أن تكون مبنية على معرفة الأسباب الداعية لها، لأن ذلك سيضعك في مواجهة ذاتك، وسيدفعك نحو إجراء معاينة شاملة للطريقة، التي تعيش بها حياتك، وهنا يجب أن تدرك أن التغيير غالباً ما يكون صعباً، ويحتاج إلى بذل الكثير من الجهد، وترتيب للأفكار والأهداف، وتحديد نوعيتها وأهميتها، وفهم الحاضر والتخطيط الصحيح للمستقبل، لتحديد خطوات التنفيذ، للوصول إلى الهدف المنشود، مع الحرص على ضرورة وجود قابلية عالية، لإحداث تغيير في استراتيجيات التنفيذ.

وعلينا دائماً أن نتذكر أن التغيير بحاجة إلى رغبة عالية وقناعة وثقة بالنفس، فهو كما يقول عالم النفس ريك هانسون: «ذاك الذي يغير دماغه، يغير حياته»، لأن التغيير الحقيقي يكمن في «تغيير العين» عبر استبدال الطريقة، التي ننظر بها لمحيطنا الاجتماعي والعالم، وتغيير وجهات النظر حول الكثير من الأشياء، ورفع مستوى الوعي الذاتي، والقدرة على تحمل المسؤولية، ومواجهة التحديات.

مسار:

استكشاف طريقة رؤيتك لنفسك الخطوة الأولى في عملية التغيير.