شتانا في حتا

ت + ت - الحجم الطبيعي

تواصل دبي تعزيز مكانتها الريادية، بوصفها الوجهة السياحية المفضلة للملايين، خاصة مع بدء موسم الإجازات، ومن ثم ليس بمستغرب ما ذكرته تقارير صحافية عن توقع استقبال مطار «دبي الدولي» نحو 4.4 ملايين مسافر، خلال الفترة من 15 حتى 31 ديسمبر الجاري. الرقم كبير بالطبع، وله دلالته ومغزاه، ويكشف بوضوح أن الإمارة أصبحت قبلة يحلم بزيارتها البشر من كل بلاد الدنيا.

 من هذا المنطلق، تابعت بشغف مهرجان (شتانا في حتا)، في دورته الأولى، التي انطلقت قبل أيام، وتتواصل فعالياتها وأنشطتها الترفيهية حتى ليلة رأس السنة الميلادية، بتوجيهات مباشرة من سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم النائب الثاني لحاكم دبي، رئيس مجلس دبي للإعلام، وبالتعاون مع اللجنة العليا للإشراف على تطوير منطقة حتّا.

يسلط المهرجان الضوء على الأماكن والمعالم السياحية الفريدة في حتا، وما تحويه من مواقع أثرية، حيث كانت حتا تاريخياً منذ مئات السنين، ممراً تجارياً له أهميته الاستراتيجية، واليوم، تسعى القيادة برؤيتها الثاقبة لإعادة توظيف المكان، واستثمار الموقع المتميز وإمكاناته الساحرة، كأحد المعالم السياحية البارزة، والتي يمكن أن تشكل رافداً مهماً لاقتصاد دبي.

لا شك أن شتاء دبي من أكثر الفصول اعتدالاً، مقارنة بشتاء معظم دول العالم.

ومن هذا المنطلق، تتحرك أجهزة الإمارة الواعية بخطط مدروسة لجذب الأنظار، وفتح آفاق جديدة أمام السياح، للتعرف إلى أوجه الحياة، وعادات وتقاليد المنطقة.

وما أثار إعجابي أن منظمي المهرجان حرصوا على احتفاظ حتا بطبيعتها، وأن تقوم مشاريعها في الجذب السياحي على سواعد أبناء المنطقة، مع الالتزام بطابعها الخاص، ليرسخ قيمتها أولاً، وليكون لها ما يميزها عن غيرها من مناطق أخرى في الإمارة ثانياً.

لكن علينا أن نعي جيداً أن المهرجان لم يولد من فراغ، فخطة تطوير حتا كي تصبح أيقونة لصناعة السياحة العائلية، انطلقت قبل عامين، عندما أعلن عنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في إطار تعزيز وتطوير مناطق عدة بالدولة، حيث تملك حتا مقومات سياحية من الدرجة الأولى، بما تضم من معالم أثرية، مثل قرية حتا التراثية، إضافة إلى إحدى أجمل المحميات الطبيعية في الدولة، التي شكّلت قاعدة للتطور السياحي الذي شهدته المنطقة خلال الفترة الراهنة.

ما يلفت الانتباه هنا، هو إصرار دبي وحرصها البالغ - عبر كافة مؤسساتها - على القيام بدور محوري في دفع اقتصاد الإمارة قدماً بمختلف قطاعاته، بما في ذلك قطاع السياحة، الذي حققت فيه تفوقاً نوعياً على مدار عقود من العمل الجاد، أثمر بنية تحتية قوية، وقطاعاً خدمياً أعاد تعريف مفاهيم الضيافة بمستويات رفيعة من الجودة، لتؤكد دبي المكانة العالمية التي باتت تحتلها بجدارة على خارطة السياحة العالمية.

Email