صورتان تختصران تحولاً هائلاً بدبي في عقدين

ت + ت - الحجم الطبيعي

في ذاكرتي، صورتان تلخصان، التحول الهائل الذي شهدته دبي خلال عقدين أو أكثر قليلاً.

23 سنة من عمر إمارة اختصرت نجاحات العالم في مساحة صغيرة عبر طموحات كبيرة وقيادة حكيمة.

في العام 2000، كان مركز دبي التجاري العالمي يقف بارزاً في بداية شارع الشيخ زايد مع بعض الأبراج المتوسطة الطول على جانبي الطريق ومن ورائها بنايات وعدد من الفنادق على شاطئ ذهبي يضيف سحراً إلى حضارة عربية عريقة.

في العام 2023، تغيرت الصورة تماماً عبر مدن حديثة تنوعت وامتدت على طول الشاطئ وتمددت حتى الداخل.. مناطق سكنية، صناعية، تكنولوجية، مناطق حرة للاستثمار، مدن ترفيهية عالمية، مطار يتصدر عالمياً في عدد المسافرين الدوليين، مدينة عالمية للمعارض... وأصبحت دبي خلال أعوام قليلة موطن أطول برج في العالم وجزر من صنع الإنسان تراها حتى من الفضاء، مع خطة لزيادة الشواطئ العامة حتى 105 كيلومترات من 21 كيلومتراً حالياً.

دبي بالفعل لديها نهج فريد ونموذج اقتصادي لامع يصعب استنساخه، تركز لسنوات على الاستثمار في البنى التحتية والعقار والسياحة مع توفير كل المقومات لاجتذاب تدفقات رأس المال الأجنبي.

هو نموذج فريد، أسس لازدهار عقاري رغم التحديات التي ارتبطت بأزمة مالية عالمية وليست محلية. وفي العام الماضي كانت دبي رابع أكثر أسواق العقارات الفاخرة ازدحاماً في العالم، وفقاً لأبحاث نايت فرانك.

وللاستفادة من تجارب الماضي وتجنّب أي أزمات محتملة، أنشأت دبي مكتباً لإدارة الديون في عام 2022، كما أعلنت عن خطط لإدراج حصص حكومية في 10 شركات لزيادة رأس المال وتعميق الأسواق المالية.

تصنف دبي اليوم على أنها «ملاذ آمن عالمي»، فهي المركز التجاري لدولة الإمارات، وتركز في مقاربتها الاقتصادية على ضخ الموارد في الإصلاحات الاجتماعية، التجارية وقطاعات مثل التكنولوجيا الرقمية، فيما تمثل عائدات النفط أقل من 2 % من الناتج المحلي الإجمالي.

وعلى الرغم من المنافسة المتزايدة عالمياً، إلا أن الطلب والإقبال على دبي يبقى مرتفعاً، في ظل عناصر جذب ومقومات لا حصر لها في مجالات البنية التحتية والعقارات والمدارس والمستشفيات، ما يجعل دبي مركزاً مالياً وثقافياً واستشفائياً وسياحياً يصعب مواجهته أو مجاراته.

Email