الملفات الصعبة في العام الجديد

بينما يلملم عام 2023 أوراقه استعداداً للرحيل، يستعد العالم لاستقبال عام جديد، تتجه فيه الآمال نحو فترة ينعم فيها العالم بالسلام والأمن والاستقرار.

فقد كان عام 2023 عاماً حمل معه الكثير من العواصف الجيو- سياسية والكوارث الطبيعية والحروب القاسية، التي أزهقت أرواح الكثيرين، وشردت الآلاف في أوكرانيا وغزة، وغيرها من بقاع العالم الملتهبة.

وبينما لم يستطيع ملايين البشر تجنب غضب الطبيعة، والتي كانت على هيئة كوراث وزلازل، أزهقت النزاعات المسلحة أرواح ملايين أخرى.

ولذا، تتجه الآمال إلى عام جديد يحمل السلام والأمن والرخاء للجميع، عام يحمل معه بشائر الخير والنماء لملايين البشر حول العالم، ويحمل معه أيضاً تكاتف المجتمع الدولي لخلق عالم خالٍ من الانبعاثات الضارة بالبيئة، وجعل هذا الكوكب نظيفاً وصحياً لأجيالنا القادمة.

إذن، من الملفات الصعبة التي سوف تظل تواجه العالم خلال عام 2024، ثلاثة ملفات رئيسة، هي إيقاف تلك الحروب المؤلمة التي تزهق يومياً آلاف الضحايا، وحماية الكوكب من أضرار التلوث، ودفع عجلة مسيرة التنمية والرخاء الاقتصادي في العالم أجمع إلى الأمام.

مساهمة دولة الإمارات في تلك الملفات الثلاثة الصعبة التي تواجه العالم، هي مساهمة حقيقية وفعالة ونشطة. فمنذ بداية حرب أوكرانيا، والحرب على غزة، ودولة الإمارات تعمل جاهدة من أجل إيقاف إراقة الدماء، واللجوء إلى الحلول السلمية.

وكما يبدو فإن تعذر تلك الحلول قد زاد من معاناة الكثير من المدنيين، الأمر الذي أدى إلى تفاقم الأوضاع الصحية والمعيشية وهجرة الملايين من أرضهم إلى خارج بلدانهم.

دولة الإمارات أدركت هذا الأمر، ودعت المجتمع الدولي إلى وقفة تكاتف من أجل إيقاف تلك الحروب المدمرة، والتي تؤثر في استقرار العالم أجمع، والتي تعد جزءاً من تأخر حركة التنمية الاقتصادية في كافة المجتمعات. ومن أجل إعادة عجلة التنمية إلى مسارها الصحيح، دعت دولة الإمارات، مع الكثير من الدول المحبة للسلام، إلى إيقاف تلك الحروب، واللجوء إلى الحلول السلمية.

ولم تقتصر جهود دولة الإمارات على الدعوة للسلام، بل ساهمت في مساعدة ضحايا الحروب. فتوفير المياه الصالحة للشرب، والمستشفى الميداني الإماراتي في غزة، إلى محاولة التوفيق بين الخصوم: روسيا وأوكرانيا، كانت جزءاً من جهود الإمارات لوقف نزيف الدماء، والدعوة إلى عالم خالٍ من كل أشكال العنف والكراهية.

وعلى الرغم من التهاب العالم سياسياً، إلا أن دولة الإمارات لم تفقد الآمال في عالم صحي ونظيف بيئياً للأجيال القادمة. فقد احتضنت مؤتمر الأطراف، وساهمت مادياً في صندوق الأضرار لصالح كل مجتمعات العالم.

فقد كان عام 2023 من أكثر السنوات حرارة، والأكثر من ناحية التأثير البيئي السلبي. ولهذا، كان لنجاح مؤتمر «كوب 28»، أكبر صدى في العالم. فقد استطاعت قوة الإمارات الناعمة، أن توحد جهود العالم وتصبها في قناة واحدة لمصلحة كل شعوب العالم.

فقوة الإمارات الناعمة، تتمثل في جهودها الدؤوبة من أجل خلق عالم خالٍ من كل أشكال العنف والتمييز والكراهية، وعالم صحي ونظيف لكل أجيال العالم، وهي تعطي مثالا جميلاً للآخرين، بأن عملية التنمية الاقتصادية عملية مستمرة ومستدامة، لا يجب أن يعيقها أي عائق.

وبينما تدرك دولة الإمارات أنها تعيش وسط إقليم يتأثر بصورة يومية ودائمة بالمتغيرات الجيو-سياسية والاقتصادية الحاصلة في العالم، لذا، فهي مستعدة دوماً لمواجهة الطوارئ، والاستعداد الجيد للمستقبل، وخاصة من جهة وضع الخطط والاستراتيجيات التنموية والاقتصادية. كما تدرك الإمارات أن عملية التنمية هي عملية مستدامة، لا يجب أن يؤثر فيها أي عائق.

وبينما تعاني العديد من دول العالم من الاقتصادات المتعثرة، نتيجة لضعف التخطيط أو عدم مواءمته للمتغيرات الحاصلة، فإن دولة الإمارات تحرص على أن تواكب عملية التنمية الاقتصادية، المتغيرات الدولية المتوقعة. وهذا ما دعا المراقبين لتوقع نمو اقتصادي للدولة في عام 2024 بحوالي 5.7 %.

 

الأكثر مشاركة