قد يحتاج كثير من الناس في مراحل حياتهم إلى دوافع داخلية وخارجية تحدث في أنفسهم ما لا يستطيع أن يصنعه الدواء، وبالأخص بالنسبة إلى شخص تعرض لمحنة أصابته في ماله أو صحته أو أبنائه أو مهنته أو سمعته، فأثرت سلباً في حياته حسب شدتها، بدلت أحواله إلى الأسوأ، فما العمل؟
عندما هاجر الصحابي عبد الرحمن بن عوف من مكة إلى المدينة، ترك وراءه كل يملك من أموال وتجارة، وعندما حاول أحد الصحابة في المدينة أن يقدم له العون رفض قائلاً: بارك الله لك في أهلك لا حاجة لي في هذا دلوني على السوق. وأغناه الله بعد أن عمل في التجارة من جديد.

حصيلة المحفزات غالباً ما تكون مجدية لصاحبها، حيث أنه باستطاعتها أن تنقله من حال إلى حال أحسن، وهذا ما يحتاج إليه شخص تعرض لمحنة ما أثرت في حياته سلباً، يحتاج إلى قدرة على مواجهة التحديات وما تخلفه النكبة من تغيرات في أوضاعه.

صمود النفس بعد المحن ليس بالإنجاز الهين، لأنها تمكنت أن تصل إلى هذا الحد من الرسوخ بعد أن عانت تدهوراً أوجد فيها القلق وصعوبة في التعامل مع بعض الأمور والآخرين، لذلك استوجب عليها أن تحفز صاحبها ليتمكن من التأقلم مع المتغيرات ووضع الحلول التي ترمم ما أفسدته المحنة من أوضاع ، تمكنت من اكتساب قدر جيد من الخبرة والمهارة في التعامل مع الأخطار المماثلة في حال تعرضت لها من جديد . شعرت أنها بخير عندما استطاعت أن تعيد صاحبها إلى مستوى أدائه قبل المحنة قادر على الحياة بصورة طبيعية مع الاستفادة من تجربة واقعية.

قدرة امرأة على الصمود بعد أزمة طلاق سببت لها انعزالاً عن المجتمع الخارجي وقلق نحو الانتقادات الموجه لها قد تكون استدعت محفزاً نابعاً من النفس، وتمكن تاجر من الصمود بعد خسارة تجارته وأملاكه قد يكون استدعى محفز مصدره زوجته أو صديقه، واستطاعة موظف على الصمود بعد معاناته من الإحباط الوظيفي قد يكون استوجب محفز منبعه مدير مؤسسته.

ازدياد المحفزات سواء داخلية أم خارجية يسهم في ترسيخ الصمود النفسي أكثر لدى الفرد، تلك المحفزات التي تأتي على هيئة تفكير إيجابي من صاحب العلاقة فيدعمها بالإنجاز أو مساعدة مالية من أحد الأقارب أو كلمات تشجيع من الأصدقاء أو تكريم ومكافأة من المؤسسة التي يعمل فيها موظف، لذلك قيمة المحفزات ثمينة لدى النفس الصامدة المتجه نحو العطاء والنمو.