مع مطلع كل عام، كل منا يدون أفكاره، أهدافه، مشاريعه، على المستوى الشخصي، وهناك من يبحر عميقاً على مستوى الأسرة، المجتمع، الدولة.

منذ أيام أعلن سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، عن إطلاق أجندة دبي الاجتماعية 33 قائلاً في منشور عبر حسابه الرسمي في منصة «إكس»: «الإخوة والأخوات.. جرياً على عادتنا السنوية في إطلاق مشاريع وبرامج وطنية واعدة في الرابع من يناير من كل عام.. نعلن اليوم عن إطلاق أجندة دبي الاجتماعية 33.. وهي خطتنا لمجتمع دبي للعشر سنوات القادمة.. شعارها "الأسرة أساس الوطن".. وميزانيتها 208 مليارات درهم خلال العشر سنوات المقبلة … وهدفها أسرنا المواطنة في دبي.. إسكاناً.. ومستوى معيشةً.. وهويةً وقيماً.. وترابطاً اجتماعياً.. ورعايةً صحية.. وتطويراً لمهارات المستقبل في أجيالنا القادمة».

وأضاف سموه: «هدفنا مضاعفة عدد الأسر المواطنة إلى الضعف خلال عقد.. وتوفير أحياء سكنية ذات أفضل معيشة لهم على مستوى العالم .. وتوفير حماية مجتمعية لأجيالنا من الأفكار غير السوية والممارسات التي يمكن أن تهدد استقرار الأسرة وتماسكها..  الأجندة الاجتماعية لها مستهدفات واضحة.. وبرامج معتمدة.. وميزانيات مخصصة.. وسيتابعها أبنائي حمدان ومكتوم وأحمد وإخوانهم.. وهم أحرص الناس على أسرة دبي الكبيرة التي نشأوا فيها وأحبوها.. وتربطهم بها أواصر المحبة والمودة والدم» .

واختتم سموه: « الوطن ليس أرقاماً وبنياناً.. الوطن أسر وإنسان.. ورسالتي لجميع المسؤولين أن أولويتنا الفترة المقبلة هي الأسرة حماية وتمكيناً وتطويراً وتماسكاً.. ونسأل الله أن يوفقنا في خدمة البلاد والعباد».

إن تعمقنا في أجندة دبي الاجتماعية نجدها اجتماعية لأبعد الحدود فهي استثمار في الإنسان، برسالة عميقة موجهة للمسؤولين بأن أولوية الفترة المقبلة هي حماية الأسرة ( تمكيناً، تطويراً، تماسكاً) وهنا نجد سموه وضع جل اهتمامه في الأسرة التي هي اللبنة الأولى في كيان المجتمع ، وهي الأساس المتين الذي يقوم عليه هذا الكيان فبإصلاح الأساس يصلح البناء ، وكلما كان الكيان الأسري سليماً ومتماسكاً كان لذلك انعكاساته الإيجابية على المجتمع، فالأسرة التي تقوم على أسس من الفضيلة والأخـلاق والتـعاون تعتبر ركيزة من ركائز أي مجتمع يصبو إلى أن يكون مجتمعاً قوياً متماسكاً متعاوناً ، يساير ركب الرقي والتطور، للوصول إلى وطن يرى سموه أنه ليس أرقاماً وبنياناً بل (أُسَرٌ وإنسان).

هل تعلمون بأن هذه الأهداف والأجندة هي فطرة الآباء، هم الآباء هكذا الأب المؤسس ذو الحكمة يعمل لضمان كيان أسرته واستقرارها. وإن تتبعتم تغريدات سموه نجد فيها حوار الأب مع أبنائه مخاطباً إياهم بقول سموه (سيتابعها أبنائي حمدان ومكتوم وأحمد وإخوانهم) وهم كذلك خير من يتابع فهم أحرص الناس على دبي وأسرة دبي. فها هو سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الأول لحاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، فور إطلاق أجندة دبي الاجتماعية 33 أشار سموه إلى أنه في دبي ستتكامل الأجندة الاجتماعية مع الأجندة الاقتصادية لتحقيق قفزات نوعية ترفع مستويات الأداء وتطوير القدرات وتمكين مجتمع دبي ليكون شريكاً في تنميتها المستدامة ومسيرة طموحها. من هنا نحن مطمئنون نحن في أمان نحن في نعمة تستحق الحمد، فهناك أب كرس حياته في بناء أبناء وهذه هي الخطوة الأولى والأهم , وهي الخطوة الأصعب في سبيل شخصية إيجابية ناجحة مصلحة , فالقلب قائد الجوارح، وموجه السلوك, وإذا استطاع المربون تربية قلب صحيح سليم حي يقظ تقي فقد نجحوا في رسالتهم وأفلحوا في توجيه خطوات صاحب ذلك القلب، اطمئن سيدي، دبي في قلب أبنائك حمدان ومكتوم وأحمد وإخوانهم.

في نهاية المقال لا يسعني سوى النظر للسماء والتمتمة بسر (ليت الآباء لا يشيبون، ليتهم يبقون أبداً) حفظك الله حاكماً وقائداً وأباً أعواماً مديدة عديدة، حفظ الله أبي وآباءكم جميعاً.