نهضة الأمة العربية هاجس يشغل فكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، لإيمان سموه بقدرات الأمة، ولذا نرى ذلك بارزاً حينما يتحدث عن أهمية الإسهام في كتابة التاريخ الحديث، والدور الذي يجب أن تؤديه وتسلكه الأمة إذا أرادت أن يكون لها موطئ قدم وحضور لافت في هذا الوجود في ظل المتغيرات التي يشهدها العالم.
ولقد صرح سموه بذلك عبر كتابات سموه وتصريحاته في العديد من المواقف، ودعوته إلى إحياء الحضور العربي ليكون حضوراً ناهضاً، يحاول أن يبرز تجربة سموه في الحياة.
ولم يكتفِ سموه بالحديث والتنظير، وإنما أيضاً سارع إلى اعتماد المبادرات التي من شأنها استنهاض الأمة التي عليها أن تبادر إلى تغيير مسارها وتحويل البوصلة إلى ما يحقق لها النهوض والإسهام في بناء أجيال قادرة على تحقيق الطموح، لتعود إلى مكانها ودورها الريادي، وتكون لها المكانة اللائقة بين الأمم، فاعتمد سموه مجموعة من المبادرات التي تعد الرافعة التي يجب أن تستند إليها؛ فمبادرة تحدي القراءة العربي، التي شارك فيها ما يربو على مئة مليون مشارك من أبناء الأمة، ومسبار الأمل، وغزو الفضاء عبر رحلة رائد الفضاء العربي سلطان النيادي، ومبادرة مليون مبرمج عربي، ليوجه الشباب إلى علوم الحاضر والمستقبل، فرهانه عليهم، يضاف إلى ذلك وبكل فخر المبادرة الرائعة «نوابغ العرب» التي تمثل «نوبل العربية» التي تكرم فيها مجموعة من أصحاب العقول العربية المبرّزة في تخصصات مختلفة، تقديراً لجهودهم وإسهاماتهم، وتعزيزاً لأهمية العلم، وتحفيزاً للآخرين ليحذوا حذوهم.
في شهر سبتمبر من سنة 2020 نشرت لي مقالة في صحيفة البيان معنونة بـ«نوبل العربية» ختمتها قائلاً: ولعل بارقة الأمل التي انطلقت من الإمارات لإنشاء مجالس العلماء، تكون الشمعة التي تنير الطريق، وتفتح الباب أمام العلماء، وتتيح لهم الفرصة للإبداع والعودة إلى أحضان أمتهم العربية ليسهموا في إعادة صوغ المنهاج العلمي الحقيقي، الذي يحقق الريادة وصنع الحضارة العربية من جديد والبناء النهضوي المنشود وتكون لهم «نوبل عربية».. وقد تحقق ذلك، فتحية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولفرق العمل التي تعمل بتوجيهات سموه، وبالتوفيق والسداد للجميع.
* رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم في دبي