على مدار أيامنا نلتقي مع أناس جدد، نتبادل معهم أطراف الحديث، نقضي معهم أوقاتاً لا حدود لها، نتعلم منهم أشياء جديدة تساهم في فتح آفاقنا وإكسابنا معلومات لم نكن نعرفها من قبل، وفي المقابل نساهم في إثراء معارفهم بما نتملكه من خبرات اكتسبناها خلال مسيرتنا المهنية ونتيجة ما تعرضنا له من مواقف ولحظات نجاح وسقوط وغيرها. تلك اللقاءات تثري دائرتنا الاجتماعية وتساهم في توسيعها، تمنحنا الطاقة اللازمة للتواصل الاجتماعي، وتحفزنا في أحيان كثيرة على إعادة تقييم أولوياتنا وصياغة أهدافنا وتغيير رؤيتنا للحياة.

بعض اللقاءات ترفع مستوى السعادة لدينا، وتساهم في تحسين جودة حياتنا وتعزز الرضا الذاتي، وتمكننا من تجاوز التحديات والمواقف الصعبة، وترفع قدرتنا على التخطيط والتعلم، وتغذي فينا الرغبة بتحقيق الإنجاز والنجاح، وتلك هي من فوائد التواصل الفعال وتكوين الصداقات والانفتاح على الآخرين، حيث تشكل العلاقات الاجتماعية مرآة تعكس ما بداخلنا، وتبرز طموحاتنا وقدراتنا على تحقيق أحلامنا، وقد يساعدنا في ذلك محافظتنا على الابتسامة.

أهمية العلاقات الاجتماعية تتجلى في بيئة العمل، فتقديم الدعم المهني من شأنه تعزيز الروابط المهنية وتعزيز العمل الجماعي، ويوفر الفرص للتعلم والتطوير المستمر، ما يساهم في رفع مستوى ثقتنا بأنفسنا، وتحفيز الإنتاجية والتعاون بين أفراد فريق العمل، وهو ما ينعكس إيجاباً على خطط المؤسسات وقدرتها على تحقيق رؤاها وأهدافها المختلفة، وبلا شك أن ذلك ينشئ بيئة عمل صحية، قادرة على تمكين الموظف وتحفيزه على إطلاق العنان لمواهبه وتوظيف قدراته ومعارفه في تحسين بيئة العمل التي تعد فيها الثقة والصداقة عنصرين أساسيين لتحقيق النجاح والتعاون، فمن شأن ذلك أن يسهم في تحسين التواصل وتعزيز الدعم المتبادل، والخبرات والمعرفة المهنية، وهو ما ينعكس على تطوير المهارات الذاتية.

مسار:

الاهتمام بالآخرين واستخدام مهارات التواصل الفعَّال يساهم في بناء جسور قوية من التعاون