تنتابنا أحياناً كثيرة حالة من الإرهاق الذهني، نشعر معها بالتشتت وعدم القدرة على مواصلة التفكير، وبعدم الرغبة في تنفيذ أي من المهام الملقاة على عاتقنا، معها قد نتوقف عن القراءة وينخفض مستوى الأداء في حياتنا المهنية، هذه الحالة ليست نادرة وإنما تتكرر بين الفينة والأخرى في يومياتنا، إذ تشكل إشارة إلى إصابتنا بـ«التعب العقلي» أو «الاستنزاف العقلي» ومن صورها الشائعة فقدان الشغف تجاه ما نقوم به، بغض النظر عن المجالات التي نعمل فيها.

«التعب العقلي» يمكن وصفه بظاهرة طبيعية تحدث مع الإنسان، تتجلى كثيراً حينما يرهق عقله بنشاط معرفي وقتاً طويلاً، الأمر الذي يعني عدم قدرته على الاستمرار في الإنتاج أو إنجاز المهام، سواء كانت ذهنية أو بدنية، ومع تكرار حدوث هذا التعب بشكل يومي، قد يتحول إلى حالة مزمنة يحتاج فيها الفرد إلى الراحة والتأمل وإعادة تصنيف أهدافه وتوضيح خطواته ليتمكن من إعادة شحن نفسه بالطاقة التي يحتاجها.

معظم البحوث أشارت إلى تأثيرات الإرهاق الذهني في النفس، وكشفت أن معظم الناس في أنحاء العالم يعانون علامات التعب الذهني بسبب ضغوط الحياة ومتطلباتها، ومحاولة مواكبة كل جديد فيها، والتكيف مع قفزاتها الواسعة، وقد يؤدي ذلك إلى جعل إدارة التوتر عملية صعبة، ولكن يمكن تجاوز هذه الحالة عبر القيام بمجموعة من الإجراءات المضادة التي تساعد على خلق التوازن بين الحياة المهنية والشخصية، والحرص على ترك ضغوط العمل ضمن جدران المكاتب وعدم اصطحابها إلى البيت، والاستمتاع بجوانب الحياة الأخرى، وممارسة الرياضة لتعزيز الصحة العقلية والنفسية وعدم الإصابة بالوهن الداخلي، وممارسة التأمل والقراءة والحصول على فترات راحة صغيرة من شأنها تحفيز الذهن على إعادة التركيز مجدداً في طبيعة الأعمال التي ننفذها، فضلاً عن إعادة صوغ الأهداف بطريقة جديدة لضمان استدامة الشغف.

مسار:

الهدوء في اتخاذ القرارات والتوازن في الحياة من أهم طرائق تجنب الإرهاق الذهني