الحديث عن برنامج «تصفير البيروقراطية الحكومية» في دولة الإمارات العربية المتحدة، يجعلنا نتفاعل بإيجابية مع الرقم صفر؛ لأن التصفير في هذه الحالة يدل على تيسير حياة المتعاملين، إلى جانب تقديم خدمات حكومية على مستوى عالٍ من التميز. في هذا الشأن يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله:

«إن تسهيل حياة الناس يمثل الغاية الأساسية والهدف الأسمى لعمل حكومة دولة الإمارات، وأن المهمة الأولى للوزارات والجهات الحكومية في الدولة هي تطوير خدماتها وإجراءاتها، وتبنّي نماذج عمل ذات كفاءة عالية محورها تصفير البيروقراطية في الإجراءات، وتقديم جيل مستقبلي من الخدمات المتكاملة الاستباقية، لتكون خدمات حكومة الإمارات الأفضل عالمياً».

برنامج تصفير البيروقراطية الحكومية، تم الإعلان عنه خلال الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات التي انعقدت في العاصمة أبوظبي، للفترة (7-8 نوفمبر 2023)، ويسعى إلى تبسيط وتقليص الإجراءات الحكومية، وإلغاء الإجراءات والاشتراطات غير الضرورية، وذلك من خلال قيام الوزارات والجهات الحكومية بإلغاء ما لا يقل عن 2000 إجراء حكومي، وخفض ما لا يقل عن 50 % من المدد الزمنية للإجراءات، وتصفير جميع الاشتراطات والمتطلبات غير الضرورية خلال عام.

يمثل البرنامج نموذج عمل وطنياً للوصول إلى إجراءات حكومية هي الأبسط والأسرع والأسهل والأكفأ، وتطمح حكومة الإمارات من خلاله إلى إحداث نقلة نوعية واستثنائية في الإجراءات الحكومية، وذلك بالانتقال من إجراءات مطوّلة كثيرة المتطلبات إلى إجراءات حكومية مبسطة ومختصرة، عن طريق دمج الإجراءات المتشابهة وإلغاء الإجراءات غير الضرورية، واختصار المدة الزمنية لإنجاز أي إجراء عبر الحد من المتطلبات غير الضرورية وتبسيط شروط الإجراءات القائمة.

يمثل البرنامج إضافة نوعية لجهود تحقيق محاور ومستهدفات مئوية الإمارات 2071، ويسعى إلى ترجمة المؤشرات الوطنية في رؤية «نحن الإمارات 2031»، ويأتي ضمن سلسلة من التغييرات الإيجابية التي قامت بها حكومة الإمارات، بدءاً من التحوّل إلى الخدمات الإلكترونية في عام 2001، مروراً بالحكومة الذكية عام 2013.

وصولاً إلى الحكومة الرقمية عام 2021. علماً بأن إنجازات حكومة الإمارات مكنتها من تصدُر أهم مؤشرات التنافسية العالمية، إذ حققت المرتبة الأولى عالمياً في مؤشرات قدرة سياسة الحكومة على التكيف، وفي القدرة على استقطاب المواهب، وحلّت في المركز الثاني عالمياً في مؤشر الثقة بالحكومة، وبين أفضل عشر دول عالمياً في مؤشر الكفاءة الحكومية عام 2023.

ختاماً، نود أن نستشهد بما يقوله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في كتاب: «ومضات من فكر: أفكار وآراء من وحي الجلسة الحوارية في القمة الحكومية 2013» من خلال المحور المعنون: «تحقيق السعادة.. هو عملنا»: «عندما تُطور الحكومات نفسها وخدماتها لتسهل حياة الناس، فإنها تحقق لهم الراحة والسعادة. عندما تقدم الحكومات الفرص لأبناء الوطن.

فإنها تحقق لهم السعادة. عندما تقدم الحكومات أفضل أنظمة التعليم لأبناء الوطن، فإنها تزودهم بأهم أسلحة بناء مستقبلهم ليكونوا سعداء. عندما تقدم الحكومات رعاية صحية متميزة؛ فلا شيء أكثر إسعاداً للمريض من الشفاء والراحة. عندما تُطور الحكومات البنى التحتية، فإنها تختصر المسافات، وتقرب البعيد، وتقلل الأوقات الضائعة من أعمار الناس، ولا شك أن ذلك سيسهم في سعادتهم وراحتهم. عندما يتحقق العدل، ويجد المظلوم حقه بسهولة ويسر؛ فإن هذا يحقق السعادة والاطمئنان للمجتمع بأسره».