«لا تُشيِّد صرحاً من الأوهام المزعجة على أساسٍ غير متينٍ من ملاحظاتك الناقصة».

بلا شك حديثك الدائم مع النفس وطريقة تفكيرك يؤثران في طبيعة حياتك، لأنك تجد نفسك أحياناً في موقفٍ لا تحسد عليه لتصديق ظنك وأفكارك الخاطئة، وبالتالي تتسرع في إطلاق الأحكام والكلمات غير المناسبة التي توجهك إلى مسارات غير متوقعة قد تكلفك صحتك النفسية والجسدية.

كم من المرات التي اندفعت في ردة فعلك على موقفٍ لم يكن يستحق إلا الرد الإيجابي أو تجاهله، ولكنك تعاملت معه وكأنه قضية كارثية، فخسرت صحتك أو عطايا وفرصاً. إن صحتك وقوتك العقلية تتطلبان منك ثلاثة أمور رئيسة، وهي إدارة الأفكار، تنظيم المشاعر، وتحقيق الإنتاجية رغم كل المصاعب والظروف.

ولا بد من إدارة الأفكار والكلمات المليئة بتشوهات معرفية من خلال معرفة أخطاء التفكير، واستبدالها بطرق تفكير صحية. أولها الكل أو لا شيء، صاحب هذا التفكير يرى الحياة أبيض أو أسود فقط، ناجح أو فاشل، لا يوجد وسط، ولكن الحياة درجات، بها ألوان كثيرة غير الأبيض والأسود، والنجاح أيضاً درجات.

ثانياً، الإفراط في التعميم من خلال أخذ حدث معين فيتم تعميمه على حياتك بأكملها، فقد يكون عاملك أحد أفراد أسرة زميلك بطريقة غير لائقة، فتعتقد أن جميع أفراد هذه العائلة وقحون، أو لم تنجح في أحد الامتحانات، فتعمم أن هذا هو حتماً أداؤك، ولكن حاول أن تستفيد من هذا الحدث ولا تعممه، وتذكر أن هذا مجرد حدث وليس حياتك بكاملها.

ثالثاً، قراءة الأفكار، لا أحد يمكنه التأكيد بما يفكر به الآخرون، ولكن للأسف تجري بعض الافتراضات في عقول الناس عن أفكار الآخرين دون أن يخبروهم بها.

تذكر دائماً أن جميع هذه الأخطاء محتملة في حياتك، وهي ليست حصيلة يوم وليلة، وتغييرها أيضاً ليس بعملية يوم وليلة، ولكنه تدريب مستمر ويستحق للحصول على حياة أفضل.