أكثر من 300 ألف شخص تنافسوا في مختلف دورات مبادرة «صناع الأمل»، التي تندرج ضمن مظلة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، ما يعني أن المتلقين لتلك الصناعة والمستفيدين منها بشكل مباشر، أعداد مضاعفة لهذا الرقم، فيما تبقى «صناعة الأمل» منوطة بقصص كثيرة أخرى، وأعداد أكبر في أماكن عديدة، بعضها يستمد إلهامه من تلك القصص الأيقونية الملهمة، وسواها.

«صناعة الأمل» في دبي لا تقتصر على هذه المبادرة الرائدة، وإنما أيضاً فإن الإمارة حاضن كبير لصناعة الأمل، الذي يكاد يصبح بمنزلة الزاد اليومي لساكنيها، والعابرين عليها، ففي كي يوم بذرة تُغرس، ونبتة تنمو، ومشروع ينطلق، وألف فكرة تولد في الرؤوس، تحولها الهمم والأيادي، إلى ما ينفع الناس، ويمكث في الأرض.

الأرض الخصبة لنمو الأمل وازدهاره هي ما جعلتها بوصلة للمستثمرين ورواد الأعمال والمبتكرين، والشباب، والباحثين عن غد ومستقبل أفضل، فالأمل هو الصناعة الكبرى التي استثمرت فيها دبي، فازدهرت وأثمرت بقيادة صانع الأمل الأكبر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله.

وفي الأمس القريب جاء حفل تكريم الفائزين بالدورة الرابعة من مبادرة «صناع الأمل» لينتصر الحدث الإنساني لهذا المعنى الذي تحتاجه بشدة البشرية الآن، ربما أكثر من أي وقت مضى، وتحتاجه المنطقة، ربما أيضاً أكثر من سواها، ليؤكد انتصار دبي ودعمها لصانعي الأمل، ولأولئك الذين تمسكوا بخيار الأمل، لمصلحة الحياة، ولمصلحة الإنسان، ولخير جميع المجتمعات.

أحاديث الأمل وتمنياته جميلة وتنم عن مشاعر إنسانية طيبة، ولكن صناعة الأمل هي الأكثر جهداً، والأبعد تأثيراً، فالحديث عن الطعام والشراب والدواء والمسكن لن يسد حاجة جائع ظمآن أو مريض، أو مشرد، بل ربما يضاعف من إحساسه المؤلم، ومن يفتقد الأمل، ويرضخ في اليأس، لن تخرجه من دائرته كلمات عذبة، ما لم تصاحبها إرادة وفعل حقيقي يهيئ له الانتقال من حال إلى حال، وهنا يبرز دور صانعي الأمل.. الشعلة التي تضيء، فيزداد توهجها، كلما منحت وأعطت.
الأمل يشبه دبي، ودبي مدينة تصنع الأمل.