وقف الأم.. هدية الإمارات في استقبال شهر الخيرات

منذ أن أنشأها زايد الخير، وهي مفطورة على حبّ الخير، هذه هي الإمارات العربية المتحدة، الوطن الذي يتجاوز بإشعاعه كلّ الجغرافيا، ويقدّم بيد مبسوطة للإنسان في كل مكان، وتزداد وتيرة العطاء في استقبال شهر الرحمة والغفران والبذل والإحسان، فقبل يومين، وضمن متابعته للمشاريع الإنسانية، تفقّد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبيّ، رعاه الله، بُرج «وقف المليار وجبة»، أعلى برج وقفي في الإمارات، حيث اختير له مكان يذكّر الناس بشيخ العطاء والخير، المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، باستثمارٍ يبلغ ثمانمئة مليون درهم في خطوة جديدة لتنمية أصول هذا الوقف، لضمان استدامة واستمرارية العمل الإنساني الإماراتي للعقود القادمة بإذن الله، ليكون هذا الوقف هو هدية الإمارات لملايين الجائعين الذين تطحن أمعاءهم رحى الجوع، ولا يكاد يفطن لأنينهم أحد من الدول المشغولة بالحروب والدمار، بدلاً من الرحمة وتخفيف أوجاع الإنسان.

وتعزيزاً لهذه الخطوة الإنسانية الرحيمة التي يستقبل بها الوطن شهر رمضان، أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد عن تأسيس «وقف الأم»، وهو وقفٌ تعليمي بقيمة مليار درهم، يكون مخصصاً لمساعدة الملايين من البشر الذين يحتاجون للتعليم، ولا يجدون الظروف المواتية لتحقيق هذا المطلب الإنساني، وحين يختار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد هدف التعليم، فلأنه يعلم أنّ تعليم الإنسان هو الضمانة الأولى لحمايته والارتقاء به، وتأكيداً على مبلغ الاهتمام بهذا الوقف المبارك، كتب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، تدوينة على حسابه في وسائل التواصل الاجتماعي، قال فيها: «الإخوة والأخوات: يحلّ علينا شهر كريم، وجرياً على عادتنا السنوية في إطلاق حملة رمضانية إنسانية من شعب الإمارات، نُطلق اليوم «وقف الأم»، وقف تعليمي بقيمة مليار درهم، صدقةً جارية عن الأمهات في دولة الإمارات، لتكون هذه الخطوة واحدة من أروع صور الوفاء للأمّ الإماراتية، حين يتم إنشاء وقف باسمها، يكون مرصوداً لمصلحة التعليم التي هي أرقى المطالب الإنسانية، وأولاها بالرعاية والاهتمام، ولتترسخ في نفوس الأجيال قيمة البرّ بالأمهات اللاتي بذلن الغالي والنفيس في سبيل رفعة هذا الوطن، الذي منحنه فلذات الأكباد، وسهرن الليالي الطوال في سبيل إعداد الرجال الذين يحمونه، ويرتقون بمسيرته، فلا أقلّ من هذه الخطوة التي تحمل بصمة الوفاء، وتُعلي من شأن الأمّ الإماراتية، التي هي نبع الحياة ومعدن البذل والعطاء.

وبإحساس الشاعر المرهف، الذي يسكن في أعماق قلب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، وبنبرة عميقة التأثر بقيمة الأمّ، يتابع حديثه قائلاً «الأم جنة، والأم طريق للجنة، وندعو الجميع للمشاركة في هذا الوقف، صغاراً وكباراً، رجالاً ونساءً، نُفرح أمهاتنا، ونُرضي ربنا، ونصوم شهرنا، ونحن في خير ومحبة ورحمة، حفظ الله دولة الإمارات وأمهات شعب الإمارات»، لتكون هذه الخاتمة الرائعة، خير تعبير عن عمق الإحساس الروحي بقيمة الأمّ في وجدان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، وثقافة الشعب الإماراتي، الذي يستلهم هذه القيمة من تعاليم الدين الحنيف، الذي جعل الأمّ أوسع أبواب الجنة، والطريق الآمن لبلوغ الرضوان والسعادة القلبية الصادقة.

وبموازاة هذه المادة البديعة التي نشرها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد على حسابه، نشر أيضاً مادة أخرى، تحتفي بوقف الأم، افتتحها بقوله الذي يصف فيه شعوره العميق بقيمة والدته، طيبة الذكرى، الشيخة لطيفة بنت حمدان، رحمها الله، حيث يقول: «أمي أجمل وأنعم وأرقّ وأرفق إنسانة في حياتي»، ليطلع علينا سموه بصوته المهيب قائلاً: «اليوم يوم الأم»، وليرافق ذلك مادة مكتوبة، تقول: «محمد بن راشد يطلق وقف الأم: صدقة جارية عن أمهات الإمارات، أجرٌ مضاعف، رزق لا ينضب، ودعوات لا تنتهي، معاً نكرم جميع أمهاتنا، نرضي ربنا، ونصوم شهرنا، ونحن في خير ومحبة، ونجمع مليار درهم لدعم وتعليم الفئات الأقل حظاً حول العالم، وقفٌ يذهب أجره لجميع الأمهات في الإمارات»، ليختم سموه هذا الحديث النبيل بقوله، مخاطباً الأمهات: «مَنْ مثلكن، من يشبهكنّ، أنتنّ مصدر الحياة، أنتنّ الحياة، تتقاصر الكلمات عن وصف حجم المحبة والرحمة الذي وضعتموه في هذا الكون»، ليظلّ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، هو ضمير الوطن النابض بالحب، وصوته العالي بالوفاء، وفارسه الذائد عن حياضه، وشاعره الذي يتغنى بأمجاده، والملهم الذي تتعلم منه الأجيال أعمق دروس البذل والعطاء، وذاكرةً متوقدة لأمجاد الوطن، يرويها لاحق عن سابق، في مسيرة مظفرة، تليق بمجد الإمارات، بلد الخير والرحمة، والسادة الفرسان.

 

الأكثر مشاركة