شمس الدار

قراءة في قصيدة «ميلاد نور الوطن» لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.

على إيقاع حرف العين، وبتنويع بديع بين حرفي المد: الياء والواو السابقين لهذا الحرف العزيز، واحتفاء بميلاد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أطل علينا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بهذه القصيدة الباهرة التي نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان (ميلاد نور الوطن)، والتي تحتفي بهذه المناسبة السعيدة، التي بزغ فيها فجر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد معلناً ميلاده الميمون، وحاملاً البشرى لقائد الوطن وباني نهضته المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، ليكون هذا القادم الجديد واسطة العقد بين أنجاله الكرام الذين رباهم على حب الشعب والوطن ومكارم الأخلاق، فكانت قصيدة بديعة المحتوى، عميقة الدلالة على الإخاء الكبير، الذي يجمع بين هذين المحمدين اللذين حملا أعباء النهوض بهذا الوطن الحبيب الذي يحتفي بميلاد قائده قبل إطلالة فصل الربيع، ليكون هذا الميلاد بشرى خير للوطن وأبنائه على حد سواء.

فقبل ثلاثة وستين عاماً، وتحديداً في الحادي عشر من مارس عام ألف وتسعمائة وواحد وستين استقبل الوطن قائداً فذاً من آل نهيان هو صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وكان ميلاده بشارة خير سبقت دخول فصل الربيع بأيام قلائل، ليكون في مستقبل الأيام ريفاً للبلاد وربيعاً، ونشأ في كنف والده حكيم الجزيرة وفارس الديرة، ونهل من معينه الصافي أصفى دروس الحياة والقيادة، وتمرس بالحياة العسكرية حتى صار صقر البلاد وفارسها المَهيب، ثم استلم رئاسة الدولة لتدخل البلاد في عهده مرحلة فريدة من النمو والتقدم والازدهار، وتعبيراً عن المشاعر الصادقة الجياشة، التي تسكن قلوب أبناء شعبه الوفي جاءت قصيدة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد لتكون نقشاً على صخرة الوطن في هذا اليوم المجيد الأغر.

جيتْ بِشرى قبل ميعاد الربيع

وإنتشَتْ بك يوم وافيت الرِبوعْ

بكْ فِرِحْ زايدْ وبشَرهم جميعْ

وإبتدى لنورك على دارك سطوع

بكل هذه الحفاوة القلبية الصادقة يفتتح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم هذه القصيدة الريانة بماء المحبة الصافية لأخيه وسميه وعضيده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، فقد كان مجيئه إلى هذه الدنيا بشرى خير حملت للوطن كل معالم الخير، وكان التوقيت واحداً من معالم اليُمن والبركة في شخصية هذا الفارس الجديد، فقد أطل على هذه الدنيا قبل دخول فصل الربيع بأيام قلائل، ومعلوم أن فصل الربيع هو فصل الخير والبركة والبهجة والفرح حين تكتسي الأرض بالخضرة، وتنبت من كل زوج بهيج، فكان ذلك الميلاد إيذاناً بيُمن هذا القائد القادم في قادمات الأيام، فدبت النشوة في ربوع البلاد، واخضرت السهول والوهاد فرحاً واستبشاراً بهذا الطالع السعيد للوطن، وكان الوالد السعيد رحمه الله هو أكثر الناس استبشاراً بقدوم صاحب السمو فغمر الفرح قلبه الكبير، وانطلق لسانه بالبشرى، واختار له هذا الاسم الجليل موافقاً لاسم سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم، فسطع نور هذا القائد على ربوع هذه البلاد، وطلع نجمه الوهاج في سمائها العالية، وبدأ يتقدم نحو المهام الجِسام، فكان قرة عين للقائد الوالد، الذي وجد فيه سيفاً للبلاد، وقائداً جسوراً للرجال، فكان الجيش بانتظاره، حيث صقلته تلك الحياة العسكرية صقلاً مهد لكل المهام الكبرى التي كانت تنتظر صاحب السمو رئيس الدولة.

وصرتْ شمس الدار لك نورٍ بديع

يوم غيرك لو لهم بهجه شموع

وإحتفى بكْ شعبْ لك دايم يِطيع

وحل حبك في الضماير والضلوع

وازداد نجم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد توهجاً وسطوعاً حتى صار شمس الوطن الكبرى، التي تمد الحياة بالنور والدفء، وعليها تتوقف الحياة، فانبثق نور طلعته البديع في الوقت الذي كان غيره يحلم بإشعال شمعة كي يسير في طريق المجد والإنجاز، فلما كان ذلك كذلك احتفى هذا الشعب الوفي الأصيل بقائده الشجاع وأعطاه الطاعة من قلوب صافية مملوءة بالحب فهي طاعة الفرسان للقائد القيدوم، فحل في سويداء القلوب، وانطوت على محبته الضمائر والضلوع، وسكن في حنايا هذا الشعب، الذي يسير خلف هذا القائد بكل محبة ووفاء وإخلاص.

نعمْ بو خالدْ ولكْ قدرٍ رفيع

ريِس الدوله وعدوانِه خضوع

باني النَهضه وبنيانِك سريع

ما تواحي للعلا عندك نزوع

وتزداد نبرة المحبة في شعر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد حين يُثني على صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، فهو نعم القائد الذي تعرف الرجال قدره الرفيع، بسبب ما يتمتع به من صفات القائد الكبير وشمائل الإنسان النبيل، فهو رئيس الدولة الذي يحمي حِماها، ويجعل أعداءها خاضعين لما يفكر به، ولا يسمح لها بالاقتراب من حمى الإمارات المصون بالصقور من أبنائها، وهو إلى جانب هذه المهام العسكرية يقود نهضة سريعة الإيقاع في هذا الوطن، الذي شهد في عهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد نهضة عظيمة هي استمرار متميز لمسيرة النهضة، التي رسخها القادة البُناة الأوائل ممن وهبوا الوطن أغلى أيام العمر، وأثمن ساعات العطاء، فكان صاحب السمو رئيس الدولة هو الوارث الأمين لذلك المجد، وهو صاحب الهمة العالية، التي لا تقبل للوطن وأبنائه إلا المراتب العالية بين الأمم والشعوب.

سيرْ ببلادك وشعبك لك تبيع

لين توصل للثريا في الطلوع

ثم كانت هذه الخاتمة الرائعة في هذا البيت المفرد، الذي يحمل كل معاني الولاء لقائد الوطن، الذي يطلب منه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد مواصلة المسيرة في البناء والإعمار، فإن وراءه شعباً متماسكاً قد انعقدت قلوبهم وخناصرهم على الوفاء بالبيعة، التي في أعناقهم منذ بزوغ فجر هذا الوطن قبل أكثر من خمسين عاماً، فهم حوله ومن خلفه، ويكتشفون الدروب كي يصل بهم قائدهم إلى مناط الثريا، حيث لا مكانة تعلو هذه المكانة العالية في قلب السماء الزاهرة بالنجوم والكواكب والشموس.

هذه هي الإمارات الوطن النموذج، قصة بناء وإعمار مؤسسة على المحبة والصفاء، غرس جذورها في تربة الوطن باني الوطن المهيوب طيب الذكرى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وعضيده، الذي ما توانى يوماً عن مساندة مشروعه الأكبر في بناء الوطن المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم مع كوكبة شريفة من قادة هذا الوطن، ليكون هذا الصفاء الذي جمع بين قلبيهما الكبيرين إرثاً يصونه المحمدان في الحفاظ على مقدرات الوطن، ومنجزاته الكبرى، التي جعلت من الإمارات الوطن النموذج، والدولة الحاضرة في المشهد الإنساني بكل كفاءة ووعي واقتدار.

الأكثر مشاركة