قبل سنوات قال محمد بن راشد إن التحديات مهما بلغت لا يمكن أن توقفنا، لأن الحياة كلها تحديات، تلك هي القاعدة اليومية التي تدور فيها الحياة يومياً وتعمل على أساسها فرق العمل في دبي والإمارات عموماً.
وقد أثبتت التجارب سواء في الأزمة المالية العالمية في نهاية العقد الأول من القرن الحالي وتداعيات جائحة كورونا في عام 2020 وخلال الحالة الجوية الاستثنائية التي شهدتها البلاد مؤخراً قدرة دبي على الخروج من الأزمات بسرعة مدهشة وأكثر قوة، تنشغل فقط بالعمل والتغلب على التحديات، ولا تلتفت لأصحاب الأقلام المسمومة أو أصحاب الفيديوهات العبثية، الذين انشغلوا بتصوير أضرار جانبية سببتها حالة جوية نادرة لو حدثت في مدينة أخرى لكانت الأوضاع كارثية.
ما حصل في دبي درس وعبرة، في سرعة الاستجابة لوضع استثنائي من خلال تكامل جهود فرق الطوارئ التي بدأت العمل مع أول نقطة مطر، واستمرت على مدار الساعة حتى عادت الحياة الى طبيعتها، والقدرة على التعامل مع التحديات مهما بلغت والتغلب عليها، والدرس للشامتين الذين لا يعرفون دبي وقدرها ومرونتها في الأزمات، فهي مدينة تستدعي الإيجابية دائماً وفي كل الظروف، وهي لا تنتظر وتمضي قدماً لتظل دوماً في الصدارة، تعمل وتنظر للأمام ولا تلتفت للخلف ولا يؤثر فيها أو يعطلها كلام الغارقين في الأوهام والأمنيات الرديئة.
هذه دبي التي استلهمت المدن من فكرها القيادي ومن تجربتها التنموية، أثبتت للعالم مرة بعد مرة قدرتها على الفعل، تعالج المواقف الصعبة بالعمل والتفاني والإخلاص والتعاضد المجتمعي والتحلي بالروح الإيجابية التي ينادي بها محمد بن راشد وجعلها في مجتمع دبي وسيلة لتحقيق الأهداف، وتجاوز المخاطر والتحديات.
دبي بحكمة قيادتها وحيويتها وقوة اقتصادها وتماسك مجتمعها، وجودة الحياة فيها، ماضية لتحقيق طموحات لا حدود لها، وقد أثبتت التجارب أن تلك المزايا تمنحها القدرة الدائمة على الخروج الآمن من الأزمات، بل خروجاً يمنحها قوة وصلابة وخبرات أكبر، تنطلق معها إلى آفاق أرحب تعزز من ازدهارها ومكانتها كأفضل مدينة للعيش والعمل والاستثمار في العالم. وستظل دبي مدينة العمل والإنجاز والتفوق والنموذج الفريد الذي تسعى مدن العالم للاقتداء به.