من الممارسات الخالدة في المتابعة للقائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، التي تشرح نفسها قال: «لقد اقترح البعض عليَّ شخصياً أن أترك متابعة سير العمل في المشاريع إلى المسؤولين المكلفين حتى لا أتحمل المعاناة والمشقة خلال وجودي في هذه المواقع وقت الظهيرة وفي فصل الصيف، وكان ردي عليهم: أنا المسؤول عن هذه الدولة، فكيف أترك العمل للمسؤولين دون متابعة مني لما يتم إنجازه خطوة بخطوة تحاشياً من أي خلل أو قصور؟».

الشيخ زايد قائد حكيم يبرز تأثيره في تطوير وطنه، حيث يولي اهتماماً كبيراً للمتابعة بوصفها وسيلة لتحقيق التقدم. استخدم أسلوباً فريداً أسهم في نجاحات كبيرة، مؤكداً الرؤية الواضحة والتفاني في خدمة الوطن.

بادئ الأمر يؤكد القائد المؤسس أهمية فهم المسؤوليات ووضوح الرؤية، كما يتضح في أثناء جولاته: «إن أملنا كبير في شبابنا، شباب دولة الإمارات العربية المتحدة، الذي يعرف مسؤولياته ويفهمها، ويعمل بجد وإخلاص لمستقبل هذا الوطن. ومن لم يتحمل المسؤولية اليوم، ولم يسند إليه دور في قيادة عجلة التقدم، فهو يتابع عن كثب. وأنا أريد من كل الشباب في هذه الدولة أن يقول رأيه صريحاً؛ وذلك من أجل نهضة الاتحاد التي قامت من أجله هو. ولقاءاتي هذه بكم، التي أرجو أن تتكرر باستمرار، ما هي إلا تأكيد لحرصنا على العمل السليم والمتابعة المخلصة لعملية البناء».

ثم يحث مسؤولي الدولة على التواصل الفعّال والمستمر والعمل التشاركي حول مختلف القضايا: «إنكم كممثلين للشعب صاحب الحق في كل شيء في هذه الدولة يجب أن تكونوا حريصين دقيقين في عملكم، وعليكم أن تتابعوا باهتمام ووعي كل نشاطات الدولة على كافة المستويات، ويجب أن تجروا حواراً مفتوحاً مع المسؤولين في الوزارات كلها حول المتابعة التامة لكل المشاريع المطروحة».

وهنا يبرز الفكر الاستراتيجي لسموه بالقول: «لا شك أن كل الأشياء لا تصلح إلا بالمتابعة، وأن ما يقوم به مجلس النقد لا بد أن يكون له متابعات، ويعرف ما أداه من دور وواجبات، وأن يعمل بالصالح منه، ويحذر من الطالح، وفي كل عمل يعمل في هذه الدولة لا بد من متابعة وصيانة، واستبعاد كل من يهمل في مصلحة الدولة». نستنتج جلياً تركيزه على الإنجاز والمتابعة الدائمة للتطورات والتأكد من الكفاءة في العمل وتحقيق الإنجازات.

وما يميز الوالد المؤسس الشيخ زايد، طيب الله ثراه، أنه شمل الجميع بالمتابعة، حفز ودعا شباب الوطن للعمل الجاد والتفاني في خدمة الوطن، يقول: «إن كل ما تحقق يفرض علينا المزيد من العمل؛ لأنني أؤمن بأن العمل باقٍ وخالد، وكل إنسان سيكون عمله أمام الله والعباد. وعلى شباب الوطن العمل والعطاء بجدية، وضرورة السعي لكسب الرزق ونبذ الكسل والاتكالية، خاصة أننا في مرحلة يجري العمل فيها على قدم وساق لبناء الوطن». وفي الوقت نفسه يوجه الحكومة بتحقيق العمل المطلوب منها، بكل تفاصيله: «عليكم متابعة سير العمل الذي يقع تحت إشرافكم بشكل مباشر، والتحقق من جدية إنجاز العمل المطلوب على الوجه الأكمل، والإلمام بكل دقائق الأمور حتى يكون المسؤول مستوعباً لكل تفاصيل العمل الموكل إليه، وجاهزاً أمام أي استفسار من السلطات العليا المسؤول أمامها بعد الله عز وجل». 

كما يشدد على الحكومة بالتحلي بقيم الصدق والأمانة وأسلوب الحوار في تحقيق الأهداف بالقول: «عليكم التحلي بالصدق والأمانة وأداء الواجب؛ لأن ذلك من أصالة شعبنا وأبنائنا، وهو كنز وفخار لهذا الوطن». ويؤكد أيضاً: «إن أسلوب الحوار يؤدي إلى التوصل إلى أنسب الحلول المجدية، ولا يجوز للحكومة أن تستعمل جبروتها، ولا يجب لأعضاء المجلس أن يستعملوا جبروتهم، ولا جبروت جهة من الجهات على جهة أخرى؛ لأننا أهل وإخوان، وأصحاب مصلحة واحدة ومصير واحد»، وهذا ما يعكس التزام القائد المؤسس الشيخ زايد، رحمه الله، بمعالجة التحديات المجتمعية بما يضمن استدامة التطور والازدهار.