لا تتوقف الحياة عن الدوران، أيامنا فيها قليلة وإن كثرت، تمضي بسرعة عالية، أحياناً لا نشعر بها تحت وطأة العمل وإنجاز المهمات والانشغالات اليومية، ما يجعلنا نبدو وكأننا نركض خلف عقارب الساعة، لا نعي شيئاً سوى المحاولة لتحقيق النجاح والتفوق في إصلاح الطريقة التي تقودنا لأن نحيا كما نطمح.

في أيامنا وتحت وطأة الضغط، نفقد حدسنا بالأشياء ونتصرف دون وعي، ما يجعل قراراتنا متسرعة، فاقدة لأهميتها كونها جاءت بغير دراسة أو تفكير، ما يفقد القرار واحداً من أهم ركائزه، لتكون النتيجة النهائية الإصابة بحالة «شلل اتخاذ القرار» التي تجعل الشخص في حيرة من أمره أمام وفرة الخيارات التي يصعب عليه المفاضلة بينها، وهو ما يؤثر على قدرته في تحقيق الأهداف، وتحسين جودة الحياة.

الإصابة بشلل اتخاذ القرار ناجمة عن حالات كثيرة بعضها يتعلق بالإرهاق وما يرافقه من تأثيرات مختلفة، لأن العقل البشري غير مجهز لاتخاذ قرارات غير محدودة، فكل قرار، بغض النظر عن حجمه، يتخذه الشخص يضيف إلى العبء المعرفي على العقل، وكلما زادت الأعباء فإنها تؤثر سلباً على اتخاذ القرار، وهو ما يطلق عليه «إرهاق القرار».

وتجنب الدخول في هذه المنطقة، يتطلب خطوات سريعة، على رأسها السيطرة على الأفعال، وتحديد الأولويات ومشاركة الآراء مع الآخرين، وكذلك عدم المماطلة وتأجيل اتخاذ القرار، لما لذلك من تأثيرات كبيرة على نوعية وشكل وأبعاد هذا القرار، وبالتالي وضعه في منطقة الفشل، بسبب الشعور بعدم الثقة بالقرار نفسه وارتداداته.

السيطرة على الأفعال، تسهم في التحفيز على اتخاذ قرارات «تحليلية» تعتمد على جمع المعلومات والتحليل والمقارنة بين الخيارات، وتكون هذه طريقة فعالة في اتخاذ القرارات في ظروف عدة، عندما يتوافر الوقت والمعلومات، لكنها ليست الطريقة الأفضل دائماً، ففي المواقف المألوفة وعندما تواجه قيوداً زمنية عليك اتخاذ القرار بناءً على خبرتك.

مسار:

الحياة مليئة بالمناطق الرمادية التي تخدعنا وتحد من طرق مواجهتنا للتحديات.