القمة تتسع

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الحياة صراعات مختلفة، تحتاج منا إما الفوز أو الخسارة، ولكن تلك الصراعات لا تخلو من بعض الخيانات، واستخدام وسائل مضللة، البعض يستخدم وسائل النزاهة والأخلاق، والبعض الآخر لا يستطيع أن يصل بطريقة غير صحيحة، لذلك، يدخل الجميع تنافساً من أجل الحصول على الفرص الوظيفية أو الترقيات وغيرها، وخلال تلك الرحلة، أدركنا أننا نحتاج للمزيد من التعلم، نحتاج لدورات، وحضور ورش تدريبية، وزيادة في معرفتنا وتقوية لغتنا، وغيرها من المهارات في العلوم الإدارية، لتزيد معها حظوظنا، ونكسب تحدي الوظيفة، والنجاح في الحصول على ذلك المقعد الشاغر في تلك الجهة.

وبعد كل هذه التحديات وتجاوزها والنجاح فيها، ندخل نحو اختبار الوظيفة، ونمر برتابة كبيرة على درجات متنوعة من القلق والترقب والوساوس والأفكار المتموجة، وعندما يعلن عن نجاحنا وقبولنا، نقيم الاحتفالات، وتغمرنا السعادة، ننسى خلالها أننا مقبلون على مرحلة أخرى من المتطلبات والتحديات والعقبات التي تحتاج للتعامل معها وتجاوزها، ببساطة، تحتاج للنجاح أيضاً.. يقول غازي القصيبي - رحمه الله: يخطئ من يعتقد أن القمة مدببة لا تسع إلا لواحد، إنما هي مسطحة تسع الجميع، نحن لا نستوعب أنفسنا، لذا، لا نستوعب الآخر.

ومن الكتب الجميلة التي تتحدث بأن القمة تتسع للجميع، كتاب «أراك على القمة»، لمؤلفه زيج زيجلر، وهذا الكتاب تحدث عن مجموعة من الخطوات لكل من يريد وصول القمة، وهي رسم صورة جيدة في العلاقات مع الآخرين، أسوق لكم مقتطفاً من الكتاب: «إنك تستطيع الحصول على كل شيء تريده في الحياة، إذا قمت فقط بمساعدة عدد كافٍ من الآخرين على الحصول على ما يريدون»، الجميع ينشدون النجاح، ويسعون نحوه، وهذا حق بديهي، ولكن وفق ضوابط إنسانية وأخلاقية، وأيضاً قانونية، المعضلة أن هناك فئات في كل مجتمعات العالم، تنسى دوماً حقيقة واضحة ومريحة ونقية، وهي أن القمة تسع الجميع، والمهم ليس من يصل ويرقى نحوها، ولكن في من يبقى مستمراً عليها، وقد حجز له مكاناً دائماً فيها.

 

Email