مكتبة محمد بن راشد في عيدها الثاني

أسعدتي دعوة كريمة تلقيتها لزيارة مكتبة محمد بن راشد والتي صادفت ذكرى مرور عامين على الافتتاح الرسمي لها في 13 يونيو 2022.

وبعد جولة دامت لساعات في أدوارها السبعة وبين أروقتها؛ أيقنت أنني أمام عمل ضخم يشكل رافداً مهماً وملهماً للباحثين في مختلف فروع الثقافة والأدب والفنون.

المكتبة التي بدأ العمل فيها في العام 2016 أراد لها مؤسسها أن تكون منارة للعلم ومقراً جامعاً يوفر خدمة لا تقدر بثمن في حفظ التراث والهوية، مع مواكبة العصر بتقنياته الحديثة وفتح الآفاق أمام الجادين من أبناء الأمة للغوص في بحور العلم واستخراج كنوزه ودرره خدمة للبشرية وإثراء للفكر ودعماً للتطور.

وتأكيداً لمدى اهتمام القيادة بالدور المنوط بالمكتبة فقد تم إقامتها على مساحة تغطي أكثر من نصف مليون قدم مربعة ما بين مساحة الأرض ومساحة المبنى المؤلف من سبعة طوابق بتكلفة إجمالية بلغت نحو مليار درهم.

وبحسب مرافقتي أثناء الجولة أمل مالك مديرة التسويق والاتصال لشرح الأنشطة والأقسام المتنوعة بالمكتبة، فقد لفتت انتباهي إلى أنها ليست مجرد مكتبة عادية بل في جوهرها تضم 9 مكتبات متخصصة، ما بين مكتبة عامة وأخرى للشباب وثالثة للخرائط والأطالس ورابعة للأطفال وغيرها!
 ليس هذا فحسب بل تضم المكتبة حوالي مليون كتاب!

نعم... مليون كتاب ما بين مطبوع وإلكتروني وسمعي بالإضافة إلى نحو 6.5 ملايين رسالة علمية، ونحو 73 ألف مقطوعة موسيقية، و57 ألف فيديو، وحوالي 13 ألف مقالة، وأكثر من 5 آلاف دورية ورقية وإلكترونية تاريخية.

كما تمثل أرشيفاً لأكثر من 300 سنة، ونحو 35 ألف صحيفة ورقية وإلكترونية، وما يقارب 500 من المخطوطات والمقتنيات النادرة، يرافق ذلك اشتراكات في 180 دورية ناطقة باللغة الإنجليزية ولُغاتٍ أخرى، و400 دورية ناطقة باللغة العربية.

حقيقة لقد خرجت من الجولة بانطباعات إيجابية لا حصر لها ومنحتني جرعة من التفاؤل والراحة النفسية، ولا يسعني إلا أن أوجّه الجميع (صغاراً وكباراً رجالاً ونساءً) بزيارة المكان الذي يطلّ على خور دبي للاستفادة من خدماته.

لقد أيقنت بأن هناك من يعملون في صمت من أجل بناء مستقبل هذه الأمة عبر تسليح الأجيال الجديدة بكل ما يدعمهم لمواكبة التطورات المذهلة في العالم من حولنا عبر العلم والتكنولوجيا.

وفي ختام الجولة كنت أسترجع ما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لحظة تدشينه للمكتبة وسعي سموّه لجعلها منارة ثقافية جديدة، وحينها قال سموه: (هدفنا من المكتبة تعزيز القراءة ونشر المعرفة ودعم الباحثين والمبدعين والعلماء.. هدفنا من المكتبة إنارة فكر الإنسان).

وبعد،،، إن هذه المكتبة أشبه بنهر جارٍ، مياهه عذبة، فلا ينبغي أن نحرم أنفسنا من نبعه الصافي، فلنرتوِ منه قدر استطاعتنا بلا خجل أو تردد.

الأكثر مشاركة