التقنيات الحديثة والاستعداد للمستقبل

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يمكن للعين أن تخطئ رؤية كل هذا التطور والتقدم الذي تحققه البشرية في مختلف مجالات الحياة، فالثورة في مجال الاتصالات وتقنياتها المذهلة ماثلة، ونشاهد كل يوم تطوراً، إلى جانب تقديم منتجات جديدة تتمتع بإمكانات وقدرات تختلف عما سبقها، فعملية الابتكار متواصلة ومستمرة، ولا تكاد تتوقف، بل إن الشركات العاملة في هذا المجال في عجلة من أمرها، ولا يظهر أن لدى أي منها أي خطط للتمهل، ويمكن القياس في مجالات مثل الطاقة ودخول أبحاث جادة لها سطوة على واقعنا لأجهزة ومعدات تعمل على ما يعرف بالكهرباء الشمسية.

وبتنا نرى سيارات تسير بالطاقة الكهربائية، فضلاً عن سباق محموم لاختراع بطاريات متناهية الصغر ذات فعالية طويلة، والحال نفسه في مجالات أخرى مثل الذكاء الاصطناعي، الذي يعد واحداً من أهم ميادين التطور؛ لأن حقبة الذكاء الاصطناعي يتوقع أن تنقل البشرية نقلات كبيرة وتقفز قفزات مدوية في فترة زمنية متقاربة، خاصة إن عرفنا أن قدرات الذكاء الاصطناعي تفوق الذكاء البشري مهما بلغ من الحدة والنبوغ بمراحل وأشواط كثيرة.

ومع دخول هذا الذكاء وإسهامه في تقديم الحلول ووضع المخترعات سيلغي الدور البشري في كثير من الأعمال، ويمكن رصد علامات ودلالات لمثل هذه السطوة، سطوة الذكاء الاصطناعي عند مشاهدة بوادر هذا الذكاء وأول مؤشراته، التي تعتبر بدائية، وكيف تمكنت من إلغاء وظائف كانت تعتمد على العنصر البشري، مثل خدمة الرد على الاتصالات وخدمات العملاء، أو ما يعرف بخدمات البيع الذاتي، ونحوها، ومن المتوقع أن يدخل ذكاء الآلة في مجالات أكثر ويتوسع، فهو يضمن استمرارية العمل لأربع وعشرين ساعة وطوال أيام الأسبوع دون أي انقطاع، وأيضاً دون أي خطأ، وهذه جوانب ستزيد من الإنتاجية، وأيضاً تخفض التكاليف، فلا يوجد مرتب شهري ولا تأمين طبي ولا إجازات ولا شكاوى ولا إهمال وتغيب.

نستطيع القول إن التطور شامل، وهذه القفزات التطورية لم تكن لتحدث لولا العلم وقوته، لولا البحوث والدراسات والتجارب التي يجريها العلماء باستمرار في معاملهم ومختبراتهم، وهو ما يعني أننا نعيش في عصر العلوم وتطورها، أو في عصر الكلمة العليا فيه للعلم، الذي قال عنه العلماء إننا نعيش أجمل عصر من عصور العلم، وفي هذا الزمن يؤمن الجميع بإمكانات العلم. لعل مثل هذه الكلمات ماثلة ولم تعد تثير الحماس عند البعض، لكن السؤال البديهي الذي يفترض أن يطرح هو: أين سنكون بعد نحو عشرة أعوام؟ ومن لديه أطفال ما هي التحديات التي ستواجههم مستقبلاً؟ مثل هذه التساؤلات مفيدة؛ لأنها تعطينا لمحة عن حجم الصعوبات التي تنتظر أطفالنا في المستقبل القريب. والذي أراه أنه من الأهمية عدم الاعتماد على المدرسة وحسب في تعليم أطفالنا، وإنما وضع برامج تساعدهم على تعلم جوانب حيوية ومهمة ستكون متطلبات مستقبلية، مثل البرمجة وصناعة المحتوى ونحوها. الذي أشير تحديداً له هو أخذ زمام المبادرة في تعليم أطفالنا وتجهيزهم للمستقبل.

Email