قلق هيئة الأركان الأمريكية؟

هناك تصريح هام لرئيس هيئة الأركان للجيش الأمريكي، الجنرال تشارلز براون، لا يجب أن يمر دون التعمق فيه.

قال الجنرال براون، أمس الأول، إن أي هجوم إسرائيلي على لبنان، قد يزيد من مخاطر نشوب صراع أوسع، يشمل إيران والجماعات المسلحة المتحالفة معها، خاصة إذا تم تهديد وجود «حزب الله»، على حد وصفه.

وأوضح الجنرال براون في ذات التصريح، أن «حزب الله» يمتلك قدرات عسكرية شاملة، ويمتلك عدداً كبيراً من الصواريخ، مقارنة بـ «حماس».

تأتي هذه التصريحات، في وقت متزامن مع تصريحات لبنيامين نتنياهو، التي يدعو فيها إلى نشر قوات وصواريخ إسرائيلية على الجهة المواجهة لـ «حزب الله» في لبنان.

أهمية تصريح رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي، أنها تعبّر عن «القيادة ذات القرار في التسليح والتوجيه العسكري والانتشار للأفراد والأسلحة، وهي أيضاً المركز المؤثر للتخطيط الاستراتيجي للجيش الأمريكي حول العالم».

من هنا، يتعين على نتنياهو وحكومته فهم رسالة الجنرال براون، التي يحذر فيها من تداعيات جهات القتال الإقليمي، في حال قيام إسرائيل بمعركة غزو بري أو هجوم شامل على جبهة لبنان.

المخاوف الأمريكية أن تتسع رقعة القتال فتحدث عمليات مشتركة من «الحوثيين» و«الحشد الشعبي» وقوات «فاطميون» في سوريا.

وتزداد المخاوف الأمريكية من صدق المعلومات المسربة مؤخراً من إيران، حول إمكانية إرسال آلاف المتطوعين الإسلاميين إلى لبنان، على غرار ما حدث في سوريا، إبان الحرب الأهلية، والتي بلغ فيها عدد الميليشيات المسلحة أكثر من 80 ميليشيا إسلامية وعربية من المنطقة ومن أوروبا.

في حال حدوث مثل هذا «السيناريو الكابوسي»، من وجهة النظر الأمريكية، سوف تضطر واشنطن وقوات الناتو، إلى تكوين قوات تحالف مشتركة لحماية إسرائيل، والسيطرة على أمن المنطقة، وتلك هي حرب أخرى، لا يريد ولا يقدر أحد الآن على خوضها، أو دفع فاتورتها الباهظة، في وقت هناك توترات: أوكرانيا وتايوان والبحر الأحمر.

آخر هذه المعلومات أو الادعاءات، هو ما نشرته «التليغراف» البريطانية، عن وجود أكثر من 500 صاروخ إيراني مخزنة منذ فترة، حتى الأسبوع الماضي، في مخازن داخل مطار بيروت.

ويقال إن هذه الصواريخ مدعمة بذخيرة شديدة التفجير، ومواد كيماوية يمكن أن تكرر مأساة تفجيرات مرفأ بيروت المأساوية، وهو أمر نفاه وزير النقل اللبناني، جملة وتفصيلاً.

وسواء صح ذلك أو لم يصح، فإن هناك أمرين لا يمكن تكذيبهما:

الأول: أن الدعم الإيراني لـ «حزب الله» قوي وممتد واستثنائي لم ينقطع.

الثاني: أن المساس بالسلاح أو القوة البشرية لـ «حزب الله»، هي أمر مرفوض، وخط أحمر إيراني، يستدعي التدخل الإيراني المباشر.