بقدر التزامها بماضيها وتمسكها بهويتها، تحرص دبي على مواكبة المستقبل بصورة مبهرة، وتتطلع بثقة لتعزيز مكانتها مركزاً جاذباً للعيش في العصر المقبل بتطوراته المذهلة. في ظني لا يوجد مكان في العالم لديه هذا القدر من الاهتمام والالتزام بالتخطيط على هذا النحو.
في هذا الإطار يمكن لنا أن نفهم مبادرة «حلول دبي المستقبلية» التي أطلق سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، نسختها الجديدة بهدف إتاحة الفرصة للموهوبين والمصممين والباحثين من أصحاب الأفكار المبدعة ليشاركوا بمشاريعهم وأفكارهم التجريبية، ضمن تحديات تطرحها سنوياً لتكريم المميزين منهم.
تسعى المبادرة إلى طرح سلسلة من التحديات في عدد من المجالات الحيوية، عبر إشراك العلماء والشركات الناشئة من مختلف أنحاء العالم في ابتكار حلول جديدة للتغلب على التحديات التي تواجه قطاعات حيوية في الحاضر، وما قد يستجد منها في المستقبل.
تؤكد الخطوة جدية دبي ومضيها قدماً على طريق احتضان أفضل العقول والمواهب ورعاية أصحاب الأفكار الخلّاقة وتوظيف مشاريعهم لخدمة البشرية بهدف تحسين معيشتهم وجعل الحياة أكثر رفاهية للجميع.
قيادة دبي تدرك بوضوح أن التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي يمكن لهما تقديم حلول مبتكرة للعديد من القضايا التي تخص مستقبل الحياة على الكوكب، خاصة في مجالات الطاقة المتجددة، الأمر الذي سوف يساهم في تحسين إدارة الإمارة وجعلها أكثر استدامة وكفاءة، ومن ثم بات الاهتمام بمواكبة تطوراته أمراً حتمياً ولا غنى عنه، وتسخير الإمكانيات المتاحة من أجل توظيف قدراته على الوجه الأمثل.
ما يثير الاهتمام ويدعو للفخر والإعجاب في حالة دبي، أنها لا تتعامل مع المستقبل على أنه القادم من الأيام، بل تعلم بيقين أن صياغته تبدأ الآن، فلا تنتظر للغد من أجل التعاطي مع قضاياه، وتحرص كل الحرص على الاستعداد الجاد له منذ اللحظة.
وانطلاقاً من هذه الرؤية تواصل «دانة الدنيا» جهودها في مجال حماية البيئة كونها من الركائز الأساسية في رؤيتها المستقبلية؛ إذ تهدف الإمارة إلى توليد 75 % من احتياجاتها من الطاقة من مصادر نظيفة بحلول عام 2050، وذلك عبر مشاريع رائدة، مثل «مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية»، أحد أكبر مشروعات الطاقة الشمسية في العالم.
نقطة أخيرة، لم يعد خافياً أن سمو الشيخ حمدان بن محمد بهذه الخطوة يحذو حذو الوالد القائد ويمضي بثبات على طريقه من أجل أن تظل دبي في مقدمة السباق نحو الغد الأفضل، لذا فهي تبذل قصارى جهدها في كافة الملفات والقضايا التي تخص رفاهية الناس وتحسين مستوى معيشتهم وتوفير كل سبل الراحة والأمان للجميع.