هل أنت راضٍ عن وظيفتك؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعتبر الرضا الوظيفي أحد الموضوعات التي حظيت باهتمام الكثير من علماء النفس، ويرجع ذلك لأن معظم الأفراد يقضون جزءاً كبيراً من حياتهم في العمل، وبالتالي فإن هؤلاء وغيرهم في سعي مستمر للبحث عن الرضا الوظيفي لما له من أهمية في حياتهم الشخصية والمهنية، كما أن هناك وجهات نظر مفادها أن الرضا الوظيفي يؤدي إلى زيادة الإنتاجية ويترتب عليه العديد من الفوائد، حيث كشفت البحوث والدراسات أن الأفراد الراضين وظيفياً يعيشون حياة أطول من الأفراد غير الراضين، وهم أقل عرضة للقلق النفسي وأكثر تقديراً للذات، وأكبر قدرة على التكيف الاجتماعي. إن رضا الأفراد له نتائج جيدة على مستوى حياتهم العائلية، فعندما يتم مراعاتهم ورفع أجورهم والسعي نحو تشجيعهم سوف يؤثر عليهم إيجابياً، كما أن عدم الرضا سيؤدي حتماً إلى كثرة التغييب والتأخر وربما الانتقال من المؤسسة إلى مؤسسات أخرى وتفاقم المشكلات بين الموظف ومديره والموظف وزملائه، وزيادة الشكاوى وربما التأخر في تسليم المطلوب منه.

وقد ذكر عالم الإحصاءات ليكرت: إنه يصعب تحقيق مستوى معين من الإنتاج على المدى الطويل، كما أشار إلى أن الجمع بين زيادة الإنتاج وعدم الرضا في آن واحد لابد أن يؤدي إلى تسرب العناصر الرفيعة المستوى في المنظمة إضافة إلى تدني مستوى منتجاتها، ومن ثم فإن ثمة نوعاً من الاتفاق بأن أوضح الدلالات على تدني ظروف العمل في منظمة ما يتمثل في انخفاض مستوى الرضا لدى العاملين، إن أهمية وجود رضا وظيفي يؤدي إلى انخفاض نسبة غياب الموظفين وارتفاع الطموح لدى الموظفين في المؤسسات المختلفة، كما أن الأفراد يكونون أكثر رضا في وقت فراغهم وخصوصاً مع عائلاتهم وأكثر رضا عن الحياة بصفة عامة.

هناك علاقة وثيقة ما بين الرضا الوظيفي والإنتاج في العمل، فكلما كان هناك درجة عالية من الرضا أدى ذلك إلى زيادة الإنتاج، ويعتبر الرضا الوظيفي للموظفين من أهم مؤشرات الصحة والعافية للمؤسسة ومدى فاعليتها، لذلك نجد أن الموظف الراضي عن عمله أكثر استعداداً للاستمرار بوظيفته وتحقيق أهداف المؤسسة، ويكون أكثر نشاطاً وحماساً في العمل، لذا من الأهمية أن تحاول المؤسسات نشر ثقافة الرضا الوظيفي بين الموظفين، والتوعية بقيمتها وأهميتها في حياة الفرد والمجتمع، علينا أن نحاول أن نزرع هذه القيم إنسانياً حتى نستطيع الاستثمار في القلوب والعقول وأن نعلي قيمة العمل بيننا.. والسؤال هل حقاً أنت راضٍ عن وظيفتك؟

Email