حوارات زايد الاستراتيجية بمرحلة التأسيس

ت + ت - الحجم الطبيعي

في رحلة تطورها السريعة، حققت دولتنا إنجازات هائلة بفضل رؤى قادتها الحكيمة. يعود الكثير منها إلى فكر المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي وضع أسس النجاح بفضل استراتيجياته المتميزة. كيف تمكن القائد المؤسس الشيخ زايد من جعل المواطن شريكاً في بناء المستقبل؟ كيف أسست استراتيجياته الطريق نحو مستقبل مشرق؟ في هذا الصدد سيتم بناء حوارات تبرز ونستعرض فكر القائد ونستقي من حكمته الاستراتيجية التي ساهمت في صنع دولة حديثة ونموذج يحتذى به في التقدم والازدهار.

كيف يرى القائد المؤسس أهمية العلم في بناء المستقبل؟

يقول الشيخ زايد: «إنني أناشدكم أن تتسلحوا بالعلم لمواجهة المستقبل، ومواجهة كل التحديات التي تواجه أمتنا». وأضاف قائلاً: «إن المتعلم هو الذي يبصر ويرى، وإن الجاهل يعيش في ظلال دائم، وإن العلم ليس له نهاية». ثم أكمل: «لا عمل بدون العلم، وبالعمل والعلم نستطيع الانطلاق إلى مرحلة أخرى من البناء والتقدم لخدمة الوطن والمواطنين».

ما القيم التي يجب أن يتحلى بها المواطن لتحقيق التقدم؟

يقول الشيخ زايد: «لا قيمة للمال إلا بالرجال أيضاً، ونحن والحمد لله لدينا المال ولدينا الرجال أيضاً. وإذا عدنا إلى الماضي وجدنا دائماً أن الآباء والأجداد قد فعلوا الكثير ولم تكن لديهم الإمكانيات التي تتوفر لدينا الآن بالإيمان وحب الوطن والإخلاص والتفاني لخدمته. وقد أنعم الله علينا بالثروة، وهذا ما يزيدنا قوة فوق قوة». واستطرد قائلاً: «إن الذي يقرأ التاريخ ويتقنه ويستوعب خبرات من سبقوه يستفيد كثيراً من التجارب التي مرت على الأجيال والبشر والإنسان، والذي لا يقرأ التاريخ لا يتعلم شيئاً».

كيف يمكن مواجهة التحديات الاقتصادية؟

يقول الشيخ زايد: «إن الثروة ليست هي كل شيء، بل إن الرجال هم الذين يصنعون الثروة، ومهمتنا هي بناء المواطن كأساس لكل تقدم، وعلينا أن نلتمس حاجات الشعب، ونتعرف مشاكله، ونعمل على حلها بكل السرعة الممكنة». وأضاف: «إن العالم يريد أن يعرف كيف ستواجه الدولة الفتية مسؤولياتها، وكيف ستعبر الطريق. وأنا أقول لكم: إن هذا هو واجبكم بالدرجة الأولى، واجبكم هو أن تعكسوا الوجه المشرق لدولتنا الفتية».

ما الدور الذي يلعبه التخطيط الاستراتيجي في تحقيق الأهداف؟

يقول الشيخ زايد: «الدولة تشبه تماماً الطفل الذي ينمو، والتخطيط لها يتم على أساس مرحلي، وأحياناً تكون التقديرات غير سليمة». واستكمل: «إن الإنسان وهو يعمل تظهر له أشياء لم تكن موجودة وقت التخطيط، وإن الخطط توضع حسب ما يراه من أجل مصلحة الوطن، ودولة الإمارات مثل الإنسان الذي يقف تحت سفح جبل ويريد أن يصل إلى القمة، وقطع ثلث الجبل؛ لأنه في الصعود إلى القمة يقابل بوديان ومساحات من الأراضي عليه أن يجتازها بعد تعميرها، ثم يواصل الصعود بعد ذلك. ولذلك فإن كل شيء يخطط له حسب الواقع».

كيف يرى القائد المؤسس دور الشباب في بناء المستقبل؟

يقول الشيخ زايد: «من واجبات هذا المواطن أن يعمل، ويتعب ليلاً ونهاراً لرفع مستواه ما دام حياً، أما إذا عمل مدة، ثم توقف بحجة أنه حقق أمله، فقد نسي أمته ونسي شعبه وأهله، ولكن عليه أن يعمل ويواصل العمل ما دام يتمتع بالصحة». وأكد قائلاً: «رجائي في الله وفي إخواني وأبنائي أعضاء الوزارة أن يحرصوا على تقدم الدولة وازدهارها، وعلى كل واحد منكم أن يحسب حساباً كيف يتصرف ومتى يتصرف التصرف الصحيح كي نصل إلى واقع صحيح في مجتمعنا، هذا الواقع الصحيح يبقى دائماً، أما عكس ذلك فتذروه الرياح، وها هو ذا النهج السليم يقويكم ويقوي من يأتي بعدكم، ويقود وطنكم إلى الرفاهية والسعادة».

يعد إرث زايد العلمي نموذجاً يتحلى بالكثير من التقدير والإعجاب لرؤيته الاستراتيجية التي شكلت ملامح دولتنا. وبرؤيته الحكيمة وتوجيهاته الرشيدة، تعلمنا أن نواجه التحديات بالعلم والعمل المستمر، وأن نعتني ببناء الإنسان كأساس لتحقيق الازدهار. إن إرثه سيبقى دائماً مصدر إلهام لكل خطوة لنا نحو التقدم والازدهار.

Email