لم يدهشني إعلان دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي استقبال الإمارة نحو 8.12 ملايين سائح خلال الأشهر الأولى من العام الحالي ما بين يناير ومايو، بزيادة قدرها أكثر من 10% مقارنة بالفترة المقابلة من عام 2023.

وبحسب البيانات الرسمية وفق تقرير الدائرة بلغ عدد الغرف الفندقية في دبي أكثر من 150 ألف غرفة في 822 منشأة نهاية مايو الماضي، وحقق القطاع الفندقي معدلات إشغال بلغت 81%، حيث قضى الزوار نحو 18.39 مليون ليلة فندقية، بنمو 4%، مقارنة مع الفترة المماثلة من العام الماضي، وبلغت مدة إقامة النزلاء 3.8 ليالٍ.

هذه الأرقام مؤشر قوي يؤكد استعادة دبي كامل عافيتها في أعقاب أزمة فيروس كورونا التي أطاحت كل الاستراتيجيات العالمية للنمو الاقتصادي والتوسع في النشاط السياحي.

ومن الملاحظ أن المسؤولين القائمين على المؤسسات المعنية بالقطاع السياحي في دائرة الاقتصاد والسياحة لا يركنون لما تحقق من إنجاز، بل يواصلون ابتكار الخطط الترويجية لاستقطاب فئات جديدة من الزوار.

وفي هذا السياق انطلقت بداية من 28 يونيو الماضي وحتى الأول من سبتمبر المقبل فعاليات الدورة السابعة والعشرين من «مفاجآت صيف دبي»، حيث تتضمن آلاف الأنشطة والعروض الترويجية والترفيهية والجوائز والحفلات الموسيقية في أنحاء المدينة، إضافة إلى متعة التسوق في جميع مراكز التسوق بدبي.

وأهم ما يميز المهرجان أنه يلبي احتياجات كافة أفراد العائلة.

وبحسب القائمين على تنظيم الفعاليات فإنه يمكن للعائلات الاستفادة من العروض المجانية للأطفال التي تقدمها الفنادق والوجهات السياحية الشهيرة مثل متحف مدام توسو وذا فيو آت ذا بالم وبرج خليفة. كما يقدم عالم مدهش - الذي يحتفل باليوبيل الفضي لانطلاقه - الكثير من المرح، ويتيح للجميع الاستمتاع بالأجواء الاحتفالية بمركز دبي التجاري العالمي مع أكثر من 170 لعبة ومنطقة جذب متميزة، إلى جانب فعاليات الترفيه الحي وورش العمل التفاعلية. وتوفر الفنادق عروضاً جذابة للأزواج، بما في ذلك العطلات الرومانسية والمنتجعات الصحية والعديد من الأنشطة المذهلة بأفضل تكلفة تناسب مختلف الفئات.

على ضوء ما تقدم يترسخ في أذهان الجميع أن دبي تواصل تأكيد موقعها الريادي كواحدة من أبرز الوجهات السياحية على الصعيدين الإقليمي والعالمي خلال فصل الصيف، وقد باتت «دانة الدنيا» بالفعل قبلة ملايين البشر ممن يرغبون في قضاء أوقات طيبة يعودون بعدها إلى بلادهم محملين بطيف ذكريات لا تنسى. 

علينا ألّا نستهين بما تحقق من إنجاز، وإدراك أن تضافر جهود عدة جهات وأداء كل منها لما يناط به من مهام على أكمل وجه ساهم بقدر كبير في ما حققته الإمارة من النجاح، ما ضمن لها الاستمرارية في ظل قيادة ملهمة لا تعترف بكلمة مستحيل وتصر على أن تكون الرقم واحد في المقدمة دائماً وأبداً.