عالمية دبي.. زخم غير مسبوق

منذ قرابة قرنين والتجارة جزء من تكوين دبي وفكرها الاقتصادي، راكمت خلالها سمعة عالمية جعلتها اليوم من أهم مراكز التجارة العالمية، بما توفره من قوانين متطورة، وبنية تحتية فائقة الحداثة، وتسهيلات نوعية لتيسير الأعمال وسلاسل إمداد، وشبكة علاقات دولية ممتدة تفوق التوقعات.
 
الأرقام تؤكد نجاح النهج وسلامة التخطيط، حيث تصل تجارة دبي من السلع والخدمات إلى 2.1 تريليون درهم، مواصلة ترسيخ مكانتها مركزاً عالمياً رائداً للتجارة الدولية والخدمات اللوجستية، دعماً لمستهدفات أجندة دبي الاقتصادية، لتعزيز مكانتها، لتصبح ضمن أفضل 3 مدن اقتصادية عالمية.
 
هذا التوجه لا يأتي من فراغ، فهو مبني على قاعدة أن «ما ينفع التجار ينفع دبي»، حيث تحولت هذه القاعدة إلى شعار تجاري يلازم دبي، وهكذا وفرت للتجار وشركاتهم أفضل وأكبر موانئ ومطارات العالم، وبنية تحتية فائقة الحداثة، وبيئة تشريعية نموذجية رسخت مكانتها وجهة مفضلة للشركات العالمية الباحثة عن الفرص والتوسع والنمو.
 
وواصلت دبي إطلاق المشاريع والمبادرات الرامية لتوفير بيئة مثالية للشركات والمستثمرين والتجار، وكان آخرها إعلان محمد بن راشد، أمس، عن تطوير المنطقة اللوجستية الأكبر في العالم لتجارة المواد الغذائية والخضار والفواكه، وربطها بالأسواق العالمية، ومضاعفة مساحة سوق الخضار والفواكه.
 
وأكد سموه لدى الإعلان عن أحدث مبادرات الإمارة أن العمل سيتضاعف خلال الفترة المقبلة، لتعزيز دور دبي في خلق الفرص الاستثمارية للشركات العالمية، لتكون دبي وجهة أسواق وعمليات التصدير وإعادة التصدير في مختلف القطاعات، وتعظيم الفرص الاقتصادية للمستثمرين.
 
هذا المشروع، الذي شهد توقيع اتفاقية تطويره، مكتوم بن محمد هو الترجمة العملية لفكر ورؤية محمد بن راشد الاستباقية، وتوجيهات حمدان بن محمد، التي تبعث رسالة إلى العالم بأن دبي الأكثر قدرة على التأثير الإيجابي في المشهد المستقبلي للتجارة العالمية، محافظة بذلك على موقع الصدارة في كل القطاعات الاقتصادية والتجارية.
 
دبي عرفت مبكراً كيف تستفيد من موقعها الاستراتيجي على مفترق طرق التجارة العالمية، وأظهرت مرة تلو الأخرى قدرتها على تخطي التحديات العالمية، التي تواجه سلاسل الإمداد والتوريد، في ظل التقلبات والأحداث العالمية والجيوسياسية.
 
دبي تقدم كل يوم ما ينفع التجار بعد أن أصبحت النموذج الاقتصادي، الذي بات مرجعاً يحتذى في مرونته وكفاءته، وهو ما يضاعف جاذبية دبي عالمياً للفرص الاستثمارية كما يقول مكتوم بن محمد.
هذه دبي بروحها التجارية، ونهجها في التطوير والاستثمار، فانتظروا المزيد، لأن القادم فيها دائماً أفضل.