فرائد أشعار محمد بن راشد تتغنى بمناقب قائد الدولة وحكمته

استهلال جميل لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في قصيدة عقالْ المِرجلِهْ (بوخالد) التي كتبها في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وهي نابعة من قلبه المفعم بالحب والتقدير تجاه قائد الدولة.

وإنني أقول بكل صراحة: إن الشاعر الكبير استطاع أن يلخص ما أراد أن يقوله في ممدوحه، وهو صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في البيتين الأولين:

إنتحزَّمْ بكْ ويانعمْ الحزامْ

ياعقالْ المرجلهْ لي مايطيحْ

شيخْ نادرْ بوخالد في الانامْ

منْ عليكْ يراهِنْ يكونْ الرِّبيحْ

الخطاب مباشر للممدوح، والشاعر الكبير على ثقة بأن الذي يعتمد عليه في المواقف الصعبة هو صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولا أحد غيره.

ولكي يؤكد الشاعر ما أراده من لذة المناجاة، نادى الممدوح

بـ «ياعقال المرجله» ليُسمع الآخرين، وهذا الأسلوب من أسلوب المجاز المرسل، «ياعقال المرجله» يخاطب به صاحب العقال.

يقول علماء البلاغة: أطلق اسم المحل وأراد الحالّ، فما أجمل هذا النداء الذي يرفع من شأن المنادى ويشعر الآخرين من حوله بعظمته وأهميته.

ثم إن العقال رمز للإنسان العربي، وفي الوقت نفسه فالعقال يمسك على غترته. وعقال المرجلة هنا يرمز إلى أشياء كثيرة، منها أنه يحافظ على الشيء، ومنها أيضاً أنه على الرأس وهو أشرف جزء في جسم الإنسان، ومنها أيضاً أنه مشدود على الرأس فهو يحافظ على توازنه ويبدي هيبته.

وهذا المعنى العميق الذي عبر عنه الشاعر بهذه الجملة القصيرة، هو أجمل ما تمناه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، فهو يتمنى أن يبقى سموه دائماً كعبة القصاد، والمُلتزم المُراد، ويبقى قوياً دائماً وبكامل صحته، جامعاً لصفات الشهامة والنخوة والمروءة والكرامة.

والشاعر لا يستغرب أن يكون في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مثل هذه الخصال، فهو في زمانه قائد مثالي يندر أن يكون له شبيه في العالم، بل ويتحدى الشاعر الزمن، فيقول لا يمكن أن يكون هناك من يشبهه، والفوز لمن يجزم بجدارته وأحقيته بهذا الوصف، والخيبة لمن يعتقد غير هذا، فكأنه يريد أن يقول:

حلف الزمان ليأتين بمثله

حنثت يمينك يا زمان فكفر

ثم بعد ذلك وقف الشاعر متضرعاً إلى الله، في أسلوب شاعري جميل، يدعو بطول العمر لقائدنا العظيم والفارس المقدام الذي يحقق لنا في كل يوم نصراً جديداً، ويتطلع إلى الأمام ولا يلتفت إلى الخلف. أجل وليمت حساده في غيظهم، وكأنه يريد أن يقول له: اعمل ما تشاء يا قائدنا العظيم فأنت كما قال الشاعر:

دع الحسود وما يلقاه من كمده

يكفيك منه لهيب النار في كبده

إن لمت ذا حسد نفست كربته

وإن سكت فقد عذبته بيده

نعم... فأنت يا صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، طاب فعلك قبل أن يطيب كلامك، ولأنك تنحدر من سليل حكام كرام، لا يصدر منك إلا ما فيه النبل والحكمة، وما عليك ممن لا يفقهون وما أكثر من لا يفقه في زماننا.

ثم يلفت الشاعر النظر إلى أمر مهم فيقول: وهل الناس كلهم أهل السياسة وبيوت للخبرة وأهل للقيادة؟ كلا فما أكثر الغوغائيين الذين يصدرون غمغمات وطمطمات وهمهمات غير مفهومة، والمثل العربي يقول: جعجعة من غير طِحن، وشِنشنة نعرفها من أخزم.

وقد عبر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في قصيدته عن هذا المعنى الجميل بقوله:

في السياسهْ الناسْ تلعبْ بالكلامْ

وإنتهْ واضِحْ مثلما الصِّبحْ الصِّريحْ

نعم... وإذا كان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، قد تبوأ هذه المكانة الرفيعة فإنه لا يبالي بالخراصين، وشعبه مطمئن بأنه يستند إلى جبل لا يهزه الريح، وبإمكان المتشككين أن يختبروا شعب هذه الدولة، ليجدوا أن الجميع متفقون على أن دولة الإمارات هي دولة السلم والسلام، وهي واحة الأمن والأمان والاستقرار.

ولم تحصل ثقة الشعب بحكامه، لولا أنه رأى ويرى بأم عينه، كيف يسهر قادتها الكرام على راحة الشعب، وكيف تسهر حكومة دولة الإمارات في رعاية المواطنين، وكيف توفر الحياة الكريمة لشعب الإمارات.

وبعد هذا، فإن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، يتميز بكرمه وسماحته اللذين ورثهما من مؤسس دولة الإمارات المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

ويقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في رائعته الشعرية: إن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رمز المرجلة ورمز النخوة ورمز الشهامة، بكل جدارة، وإننا نعيش في ظله مثلما نعيش في ظل علم دولة الإمارات الذي أصبح رمز الفخر والعزة ويرفرف عالياً خفاقاً في كل مكان.

وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يستحق لقب الفارس، لأن صفاته الرجولية والشهامية متفردة، ويمتلك الحنكة السياسية، والحلم والأناة، والجود والسخاء، وعنده بعد النظر، وهل المرجلة غير هذه؟.

ما أهيب استقباله لرجال القوات المسلحة، وما ألطفه مع الشباب يفرح بتخرجهم أو بإثبات نجاحات لهم في مواطن معينة، وكم يرفع هذا التشجيع من سموه من معنوياتهم.

ويلخص الشاعر الكبير مرة أخرى القصيدة بطولها في هذا البيت الأخير:

إنـتـه إنـتهْ وقـولْ عَ الـدِّنيا الـسلامْ

تـشتغلْ فـي صمتْ ماتبغي مديحْ

يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: أنت عظيم وابن عظيم، لقد قدمت ما قدمت لشعبك وللعالم، ولا تنتظر منهم كلمة شكر، لأن ما تعمله لله يجب أن يبقى لله، وما تأخذ أجرك إلا منه. وما تقدمه لشعبك فهم عيالك والوالد لا يمنّ على عياله، وما تقدمه لإخوتك في العروبة أو الإسلام أو الإنسانية، فهو صوت ضميرك الحي الوضاء. دامت دولة الإمارات آمنة مطمئنة، وعاشت قيادتنا الرشيدة، ونفديك بالأرواح يا وطن.

 

الأكثر مشاركة