تسعدني الأدوار الإنسانية التي تقوم بها بعض الجهات المعنية بالعمل الخيري بهدف تخفيف المعاناة عن المحتاجين والأسر المتعففة، سواء داخل الدولة أو خارجها، والنابعة من توجيهات قيادتنا الرشيدة. ومن هذا المنطلق أدعم الحملة التي أطلقتها جمعية دبي الخيرية مؤخراً، تحت شعار «لنخفف عنهم حر الصيف»، تعزيزاً لمبدأ التكافل والتراحم بالتخفيف عن معاناة الفئات المستحقة والعمال بسبب ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة خلال فصل الصيف الحالي.
تتضمن الحملة عشرات المشاريع، لعل أبرزها «سقيا الماء للمصلين والعمال»، وتوفير المراوح وبرادات وخزانات المياه للأسر المحتاجة، إلى جانب مشاريع حفر الآبار بأنواعها في الدول والمناطق التي تعاني من الجفاف في أفريقيا.
لا شك أن هذه المشاريع تضيف بعداً جديداً ونقلة نوعية على صعيد توفير مصادر مياه في الدول التي تعاني شحاً في هذا المرفق الحيوي، مثل مالي وموريتانيا والنيجر وبوركينافاسو.
ووفقاً للمسؤولين في الجمعية، فإن الحملة تأتي امتداداً للمبادرات النوعية التي تضطلع بها «دبي الخيرية»، وتجسد اهتمامها بحياة الإنسان وصحته وحمايته من العوامل الطبيعية وتداعياتها وصون كرامته الإنسانية. كما تنبع أهميتها من كونها تأتي في ظل ارتفاع غير مسبوق لدرجات الحرارة على مستوى العالم، نتيجة ظاهرة الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية. والمتابع لجهود «دبي الخيرية» على وجه الخصوص لن يجد صعوبة في التعرف على نشاطها الكبير في مختلف المناسبات للوصول إلى المحتاجين ودعمهم بكل السبل من أجل رسم البسمة على الوجوه المتعبة وتعزيز مبدأ التكافل الاجتماعي.
بكل تأكيد هذه جهود تستحق الثناء والتقدير، وأن نثمن خطط القائمين على الجمعية، ومن ثم لا ينبغي أن نتأخر عن دعم مثل هذه الأنشطة لما لها من أثر طيب في تماسك المجتمعات وزيادة اللحمة بين أفرادها.
وبشكل عام، تسهم مثل هذه الأعمال في بناء مجتمعات قوية ومستدامة من خلال تلبية الاحتياجات الأساسية وتوفير التعليم وتمكين الأفراد، كما تعزز التنمية المستدامة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والبيئي، وتسهم في بناء مستقبل أفضل للأجيال الناشئة.
وهنا أنتهز الفرصة لدعوة أهل الخير والعطاء، وما أكثرهم في هذا البلد الطيب أهله، من أجل دعم مشاريع الحملة وما يشابهها من مؤسسات تضطلع بالأدوار ذات الأبعاد الإنسانية النبيلة، والتي ترسخ قيم التراحم، للوصول بخيرها إلى مئات الآلاف من الفئات الأشد احتياجاً وترك أثر طيب في حياتهم.