شاركت الإمارات يوم الاثنين الماضي دول العالم في الاحتفال بـ«اليوم الدولي للشباب»، من منطلق الإيمان الراسخ بأهمية دور الشباب في بناء غد أفضل، حيث يؤدي الشباب بطموحهم وعزيمتهم دوراً محورياً في تحقيق مستقبل أكثر استدامة، وازدهاراً للمجتمعات. قيادة الإمارات الرشيدة لا تترك مناسبة إلا وعبرت خلالها عن دعمها اللامحدود للشباب ورعايتها للموهوبين، والمبدعين منهم بشكل خاص، وتقديم كل ما يحفزهم على الإنجاز والتفوق في مختلف المجالات، بما يعزز تقدم الدولة ومواكبتها للتطورات التكنولوجية المذهلة.

احتفال الدولة بهذه المناسبة تناول موضوع التمكين الرقمي للشباب وانعكاساته على تحقيق 70 % من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030، ويشهد الواقع أن الإمارات كانت سباقة في مواكبة هذا التوجه، وقطعت أشواطاً كبيرة في هذا المجال، إدراكاً منها أن امتلاك الشباب أدوات الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي، وغيرها من العلوم الحديثة سيفتح آفاقاً واسعة للتقدم حاضراً ومستقبلاً.

لقد حقق مسار تمكين الشباب وتأهيلهم واستثمار طاقاتهم في دولة الإمارات قفزات هائلة خلال السنوات الماضية، تبدو مظاهر ذلك جلية عبر حضورهم المتزايد، ومشاركتهم الفاعلة في كافة المشاريع التنموية، التي تشهدها الدولة، فعلى سبيل المثال يرصد المجتمع الدولي تفوق شباب الإمارات في غزو الفضاء، كما يلقى حضورهم المميز في مشروعات الطاقة النظيفة والصديقة للبيئة استحساناً عالمياً مثل مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، الذي يعد أكبر مجمع على مستوى العالم، ومحطات براكة للطاقة النووية.

بات واضحاً أن جوهر سياسات دولة الإمارات وقيادتها قائم على الاستثمار في عقول وسواعد الشباب وإعدادهم، وتنمية روح القيادة لديهم، وتزويدهم بالمهارات والأدوات اللازمة، ليكونوا الجيل القادم من قادة المستقبل.

كما تسعى الحكومة بصفة دورية لإطلاق مبادرات مبتكرة لتطوير مهارات الشباب، واحتضان الكفاءات المتميزة، وتنميتها وفق أفضل السبل، وفي سبيل تحقيق مبتغاها تعقد شراكات استراتيجية محلياً وعالمياً، بما يتيح الفرص لهم لاكتساب الخبرات اللازمة، إضافة إلى تعزيز روح المسؤولية لديهم، وإشراكهم في صنع السياسات. كل ذلك يؤشر إلى أن الإمارات لا تفتر عزيمتها مطلقاً في الرهان على شبابها الواعد، وبرؤية ملهمة من قيادتها تبدو عازمة على المضي قدماً في دعمها للشباب، وتحفيزهم لمواصلة مشوار التقدم.

هدف القيادة الاستراتيجي أن تكون الإمارات من أفضل دول العالم، التي يتمتع فيها الشباب بجودة حياة عالية، وترسيخ اعتزازهم بهويتهم وانتمائهم الوطني، مع الحرص على تمسكهم بقيم المجتمع وعاداته الأصيلة، والواقع أننا لا نستطيع في مقال واحد حصر ورصد مواقف وقرارات القيادة في دعم وتمكين الكفاءات والمواهب الإماراتية الشابة، وتوفير كافة المقومات التي تمكنهم من مواكبة التطور، لكن هناك يقين راسخ بأن الشباب الإماراتي قادر على رفد مختلف القطاعات بالخبرات المتميزة، للإسهام في دفع عجلة التقدم، ورفع راية الدولة.