العمل الإنساني قيمة أساسية وثقافة مجتمعية، يحمل بين ثناياه الكثير من قيم التعاطف والعطاء والتضامن مع الآخرين، ويعكس جوهر روحنا بكل ما تحمله من خير، هو محور السلام وانتشار المحبة والعدل بين أفراد المجتمع، وهو مفهوم قديم أكدته كافة الرسالات السماوية التي دعت إلى الرحمة وخدمة الإنسان، ونحن كمجتمع عربي وإسلامي ننهل من معين ديننا الحنيف الذي يدعونا إلى التعاون على البر والتقوى، وقد أمرنا رب العزة بعمل الخير، حيث يقول في محكم كتابه: «فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ» «سورة المائدة: الآية 48».
وفي العمل الإنساني لا نعتمد على تحقيق الربح المادي، وإنما نتعامل فيه مع الخالق، حيث نتوجه بهذا العمل وبقلوبنا وعقولنا إلى رب العزة قاصدين الأجر والثواب منه.
وفي يوم العمل الإنساني الذي أقرته الأمم المتحدة اعترافاً بجهود العاملين في المجال الإنساني وتكريماً لهم، نستذكر عطاءات دولة الإمارات العربية المتحدة التي تمكنت من ترسيخ مكانتها عاصمة للعمل الإنساني، حيث مدت يد العون إلى الجميع، ووصلت أياديها البيضاء إلى أقاصي الأرض تلبية لنداءات الاستغاثة الإنسانية، والمنكوبين والمتضررين في كل مكان وسعت إلى إنقاذهم دون النظر إلى العرق أو الجنس أو الدين، فقط لكونهم بشراً يستحقون الحياة.
جهود الإمارات الإنسانية المتواصلة جعلت منها حجر الأساس في المنظومة العالمية للعمل الإنساني، وتمكنت بفضل رؤى قيادتنا الرشيدة من التربع على عرش هذا المجال، ويتميز العمل الإنساني في الدولة بأنه عمل مؤسسي، يقوم على النهوض به عشرات الجهات الرسمية والأهلية التي سجلت حضوراً لافتاً على الساحة الدولية خلال السنوات الماضية.
مسار:
العمل الإنساني في الإمارات أصبح نهجاً وسلوكاً متفرداً انطلاقاً من إيمانها بأهمية القيم الإنسانية.