تحتفل البشرية باليوم العالمي للعمل الإنساني في الـ 19 من أغسطس من كل عام تقديراً للعاملين في مجال الإغاثة الإنسانية الذين يواجهون المخاطر والصعوبات، لتشكّل هذه المناسبة رسالة إنسانية عالمية وسنوية لإعلاء قيم العطاء ولتعزيز قيم التسامح والإخاء الإنساني.
ففي كل عام، تهدّد الكوارث الطبيعية والحروب والصراعات أرواح الملايين من البشر، وفي خضم هذه الأزمات، يبرز ويلمع دور دولة الإمارات كفارس شهم يتقدم الصفوف ويمد يد العون لإنقاذ الأرواح وحماية المستضعفين ونصرتهم.أزعم أنه لا يوجد دولة في العالم تبني سياستها الخارجية على أسس إنسانية كما فعلت الإمارات، التي آثرت أن تقدّم نفسها للمجتمع الدولي كسحابة خير تمطر في كل الأرجاء ولا تتأخر مطلقاً عن تلبية نداء الواجب الإنساني في دعم المحتاجين وإنقاذ المنكوبين.
صحيح أن الإمارات لها حضورها البارز في مختلف المجالات، غير أنها في ميدان العمل الإنساني أبت إلا أن تكون الرائد الملهم والقلب الجسور وصاحبة الأيادي البيضاء الممدودة بالخير للجميع، فلم تكتفي بالحضور بل وضعت بصمتها لتكون محل احترام وتقدير دولي كبير.
وما تقوم به الإمارات في هذا الشأن ليس سهلاً ولا بسيطاً، إنه عمل مؤسسي بامتياز، وباتت تمتلك كوادر وكفاءات ميدانية لها حضورها البارز في هذا الميدان، ولهذا اعترف العالم بخبرتهم واحترافيتهم في أداء المهام الموكلة إليهم على أكمل وجه.
في كل يوم ترسخ الإمارات ريادتها للعمل الإنساني، وتضيف بعداً جديداً ومكتسبات إضافية لرؤيتها في تحسين جودة الحياة في المجتمعات الأقل حظّاً، حتى تصدّرت قائمة المانحين للمساعدات الإنسانية والتنموية.وفي كل الملمات والمحن تتجه أنظار العالم ومؤسسات المجتمع الدولي نحو الإمارات وهم على يقين كامل بأنها لن تخيب ظنهم، بل دوماً تكون عند مستوى الحدث سبّاقة ورائدة في توجهها لمدّ يد المساعدة.
قبل أشهر قليلة، في الذكرى الـ 20 لرحيل الوالد المؤسس- طيب الله ثراه - أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ،حفظه الله، بإطلاق «مبادرة إرث زايد الإنساني»، بقيمة 20 مليار درهم تخصص للأعمال الإنسانية في المجتمعات الأكثر حاجة حول العالم، سيراً على نهج زايد واستلهاماً لقيمه في دعم كل ما ينفع الناس ويخفف معاناتهم ويغير حياتهم إلى الأفضل.
وفي السياق ذاته، أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ،رعاه الله، حملة «وقف الأم»، صدقة جارية عن الأمهات في دولة الإمارات، من خلال إنشاء صندوق وقفي بقيمة مليار درهم، لدعم تعليم ملايين الأفراد حول العالم بشكل مستدام.قيم العطاء والتآخي الإنساني راسخة في مجتمع الإمارات إيماناً من القيادة الرشيدة بأن العمل الإنساني واجب وقيمة جوهرية يجب تعزيزها، لدعم المحتاجين في كل مكان.