لطالما كانت المرأة عنصراً فاعلاً في الحياة في الإمارات قديماً وحديثاً في قطاعات مختلفة. وربما تروي لنا الأرقام والإحصائيات المسجلة قصة كفاح حقيقية عن رحلة الإماراتية عبر النصف قرن الماضي، وصولاً لتحقيق أهدافها.
ففي 28 أغسطس من كل عام تحتفل المرأة الإماراتية بيومها الوطني، وربما يكون يومها هذا العام مختلفاً، فقد سجلت المرأة الإماراتية هذا العام أرقاماً جديدة تضاف إلى سجلها الناصع.. فهي اليوم قد دخلت كل المحافل متسلحة بقيم الإمارات وبوعي وطني وقيم دينية حفظت لها هويتها وطابعها المحافظ.
في لغة الأرقام حققت المرأة خلال النصف قرن الماضي إنجازات عديدة وفي كافة المجالات، ويأتي على رأسها التعليم والصحة والقضاء والعمل الدبلوماسي وغيرها من مجالات الخدمة العامة، حيث تشغل الإماراتية حوالي 75% من إجمالي الوظائف في قطاعي التعليم والصحة.
كما دخلت الإماراتية محافل جديدة بما فيها السلك القضائي والدبلوماسي، والذي سجلت فيه الإماراتية مكانة مرموقة. فهي تشغل حوالي 20% من المناصب بما في ذلك سفيرات يمثلن الدولة في أوروبا وغيرها من البلدان.
أما في الرياضة فقد شاركت المرأة الإماراتية في دورة الألعاب الأولمبية جنباً إلى جنب مع أخيها الرجل. يأتي ذلك بمباركة القيادة الرشيدة التي تدرك عمق المسؤولية التي تتحملها المرأة وأهميتها بالنسبة للمجتمع وأجيال المستقبل. أما في الاقتصاد فقد أثبتت المرأة جدارتها وتحملت مع أخيها الرجل مسؤولية القرار الاقتصادي قبل الاتحاد وبعده.
ووفقاً لتقرير الفجوة بين الجنسين للعام 2021، قفزت الإمارات 48 مرتبة دفعة واحدة خلال العام 2022 لتحتل المركز 72 بعد أن كانت 120 ضمن المؤشر العام للفجوة بين الجنسين، وتدير حوالي 23000 رائدة أعمال مشاريع بقيمة 50 مليار درهم.
أما في صنع القرار العام فتشغل المرأة حوالي 27% من التشكيل الوزاري وحوالي 50% من المجلس الوطني، الأمر الذي يضيف إلى إسهامات المرأة في الحياة السياسية.
وتتابع المرأة الإماراتية شغفها الجديد بالوصول إلى الفضاء، فبعد نجاح رحلة مسبار الأمل لاكتشاف كوكب المريخ، تضاعف الاهتمام بدراسات الفضاء بين الشباب من كلا الجنسين، حيث أصبح العديد منهم يطمحون لدراسات الفضاء والتكنولوجيا المتقدمة، وبما أنه لا يوجد في قاموس المرأة الإماراتية كلمة مستحيل، فقد حرصت العديد من الفتيات على متابعة شغفهن للوصول إلى الفضاء.
إن الفضل فيما وصلت إليه المرأة الإماراتية اليوم يرجع إلى جهود القيادة الرشيدة التي لم تدخر جهداً في سبيل إيلاء المرأة الاهتمام الذي تستحقه، وتضع الاستراتيجيات التي تضمن وصول المرأة إلى المراكز العالية وإزالة كافة العوائق من طريقها.. وهي تسعى في كل يوم لتعزيز دور المرأة وإطلاق المبادرات التي من شأنها تمكين المرأة للوصول إلى مبتغاها.
ففي العام 2023 أطلقت دولة الإمارات السياسة الوطنية لتمكين المرأة بهدف المشاركة العادلة والشاملة للتأثير في جميع المجالات، وتعزيز جودة الحياة في المجتمع.
وتهدف هذه المبادرة إلى تقديم إطار مرجعي لصناع القرار في مؤسسات الحكومة الاتحادية والمحلية والقطاع الخاص والمجتمع المدني، بما يضمن جهود تمكين المرأة في الإمارات. إن دولة الإمارات مدركة بأن جهودها للارتقاء بأوضاع المرأة وتمكينها تصب في جهود الدولة للارتقاء بالمجتمع ككل وبتحسين جودة الحياة.
ولا تنسى الدولة بأن تمكين المرأة ينصب على تحقيق هدف مهم ألا وهو التماسك الأسري الذي يحمي المجتمع ككل.. لذا فمن أولويات القيادة السياسية الاهتمام بالأسرة كمكون أساسي من مكونات المجتمع وتطوير القوانين والتشريعات التي تضمن الاستقرار النفسي والاجتماعي للمرأة وأسرتها.