حققت دولة الإمارات العربية المتحدة خلال العقود الخمسة الماضية معدلات عالية من التنمية الشاملة في المجالات كافة، ما وضعها بمراكز الصدارة في العديد من تقارير المؤسسات الإقليمية والدولية المتخصصة، خاصة في مؤشرات تقارير التنافسية العالمية التي صنفتها في قوائم أفضل دول العالم تقدماً في مجالات (الاقتصاد والبنية التحتية والتنمية البشرية والسياحة والاتصالات والمعلومات والثقافة وشؤون المرأة) وغيرها من مؤشرات التنمية المستدامة.
ومن المتعارف عليه أن مكانة المرأة وتقدمها في أي مجتمع يعكس مدى تطور ورقي وتحضر المجتمع الذي تنتمي إليه.. وفي دولة الإمارات يواكب تطور مكانة المرأة وتمكينها في المجتمع الطفرة الهائلة في التنمية والإنجازات العملاقة والمكانة الريادية التي تحتلها الإمارات على المستويين الإقليمي والعالمي..
ودليل على ذلك مكتب اتصال الأمم المتحدة للمرأة في أبوظبي، والذي يعد المكتب الوحيد في المنطقة العربية، والثالث في العالم كله، مما يثبت أن دولة الإمارات أصبحت نموذجاً في تمكين المرأة، وأن هذا التمكين وهذا الإنجاز هو نتاج وجهود الخطة الاستراتيجية الوطنية لتطوير المرأة التي أسستها وقادتها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات) رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، حفظها الله، وجهود سموها في تعزيز دور المرأة في جميع الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والطبية والإعلامية...
وبمناسبة «يوم المرأة الإماراتية» والذي يصادف الثامن والعشرين من أغسطس، لا يسعنا أن نقول إلا أن ابنة الإمارات استطاعت بفضل الحماية القانونية التي وفرها لها دستور الدولة وما نص عليه من المساواة بين الجنسين، أن تكون على مستوى آمال وتطلعات القيادة الرشيدة واستراتيجيتها في عمليات البناء والتنمية..
ومما لا شك فيه أن دعم القيادة الإماراتية الرشيدة والمجتمع للمرأة، وتقدير المنظمات الدولية والإقليمية لها زاد من حماسها وأكسبها أبعاداً جديدة ومتطورة لا مثيل لها.. وخاصة بعد أن استطاعت أن تحصد أخيراً المراتب الأولى عالمياً في مؤشر احترام المرأة..
تمكين المرأة في دولة الإمارات في كل مجالات العمل أصبح شاملاً من دون استثناء، بعد أن أعلنت الدولة أنها حققت التوازن بين الجنسين، وأصبح جميع أفراد المجتمع يتمتعون بحقوق وواجبات متساوية، ما يؤكد أن التمكين السليم الذي ينصف المرأة بلا منازع هو إزالة المعيقات وإتاحة المجال لها لتعبر عن قدراتها وطاقاتها ومواهبها، وأن ترتقي بمكانتها في إطار من التنافسية التي تفرض عليها تطوير إمكانياتها الذاتية..!
لقد هنأت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، المرأة الإماراتية بمناسبة الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية، وذلك في رسالة نصية قائلة فيها «تحية فخر واعتزاز لك ابنة الإمارات.. لقد نلت ثقة وتقدير واحترام القيادة الرشيدة.. وألهمت الإمارات والعالم بإنجازاتك التاريخية النوعية في شتى المجالات.. وبواقع زاخر بالريادة والتمكين.. يدعونا لمضاعفة الجهود ورفع سقف تطلعاتنا لمستقبل مشرق بالإبداع والاستدامة وتحقيق مكاسب مقبلة تواكب مستهدفات رؤية «نحن الإمارات 2031».
بقي أن أقول إن رسالة «أم الإمارات»، حفظها الله، قد مست شغاف قلوبنا لما لها من دلالة قيمية ومعان أخلاقية ومجتمعية، لأنها أولاً وقبل كل شيء، جسدت معاني تواصل وانتماء الوالدة القائدة.. أم الكل والجميع في مجتمع الإمارات ببناتها الإماراتيات على أرض الواقع المعاش..
والرسالة بهذا المعنى النبيل فيها مجموعة من الدروس والعبر.. أهمها أن سموها، حفظها الله، أرادت أن تؤكد أنه لا وجود لمسافة مفصلية ونسبية بين الأم وبناتها، كما تعني بعبارة أخرى.. أنه لا وجود إطلاقاً لخط أحمر يفصل بين الاثنين (القادة ومواطنيهم).. لأن القيادة في رؤية قادتنا نساء ورجالاً ليست سلطة مطلقة أو كرسياً أوعملاً مظهرياً أو وظيفة مستحقة.. بل القيادة الحقة عندهم هي رسالة ومسؤولية مجتمعية.. ذات مرجعية وقناعة إيمانية.. تتجسد من خلال التواصل والترابط والتلاحم والتفاعل الخلاق بين القادة ومواطنيهم..
إن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كان دائماً يؤكد أهمية مكانة المرأة، وعمل بكل جد واجتهاد على أن تأخذ مكانتها في المجتمع.. إلى أن أصبحت الإماراتية تشارك بفعالية في مسيرة التنمية والبناء.
إن المرأة الإماراتية لها أن تفخر بما تحقق لها من حقوق دون تمييز.. وما حققته هي في كافة مناحي الحياة، حيث أثبتت جدارتها في تولي كل الوظائف والمهام التي أسندت لها.. في ظل قيادة رشيدة مدركة بأهمية حقوقها ومكانتها الأسرية في المجتمع.
ختاماً، تحية فخر واعتزاز.. تقديراً وعرفاناً لقائدة ورائدة النهضة النسائية الإماراتية «أم الإمارات» في يوم المرأة الإماراتية.. والتهنئة موصولة أيضاً لكل إماراتية في يومها.. نحو مزيد من العطاء والتقدم والإنجاز بإذن الله.