«هناك لحظات سيكتبها التاريخ بمِدادٍ من الإنجازات، لحظات لا تُجاريها لغة الكلمات. من تلك اللحظات لحظة إعلان اتحاد الإمارات» بهذه الكلمات الفيّاضة بالحب والفخر والاعتزاز افتتح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، القصة السابعة والعشرين من سيرته الذاتية الرائعة (قصتي: 50 قصة في خمسين عاماً) والتي جعل لها عنوان «إعلان الاتحاد» ترسيخاً لهذه اللحظة الخالدة في تاريخ الوطن، وتعبيراً عن عمق رسوخها في عقله ووجدانه، وكيف لا يكون ذلك كذلك وهو الذي سهر الليالي الطوال وشاطر رجال الدولة الكبار هموم توحيد أبناء الوطن تحت راية واحدة تكون عنواناً لمجدهم، وصفحة جديدة في تاريخ حياتهم، ونموذجاً يُحتذى في جمع الكلمة وتوحيد الصفّ في مرحلة هيمنت فيها حالة الانقسام والتشرذم على الكثير من البلاد العربية على وجه الخصوص قبل أكثر من خمسين عاماً.
ولأنّ الأحداث الكبرى يصنعها الرجال الأوفياء، فإن ذاكرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد تحتفظ بتفاصيل أولئك الفرسان الذين وضعوا أيديهم الطيبة الشريفة في يد القائد الباني المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، والذي سانده بجسارة وحكمة صاحب الذكرى الطيبة المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمه الله، وآزرهم وشدّ على أيديهم فرسان الوطن من حُكام باقي الإمارات، الذين يحتفظ لهم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بمكانة خاصة في قلبه النبيل الفيّاض بالحب والوفاء لهذه الكوكبة من رجال الوطن الذين كتبوا أروع قصص النبل والإيثار حين رفعوا بسواعدهم المجتمعة لواء الوطن ليظلّ خفّاقاً في سماء المجد العالية، وليكتبوا بمِداد الوفاء سيرة الأرض والإنسان على ثرى الإمارات الحبيب.
من بين الشخصيات الوطنية الكبرى التي دعمت قيام دولة الإمارات صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي، حاكم إمارة عجمان، حفظه الله، وتقديراً لهذا الدور الوطني الكبير، كتب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تغريدة ثمينة على حسابه في مواقع التواصل الاجتماعي تفوح بعطر الإخاء الذي يجمعه بصاحب السمو حاكم عجمان عبّر فيها عن تقديره واحترامه لهذه القامة الوطنية العالية، وهي في جوهرها تعكس روح الإخاء والنبل التي تسود في هذه الدولة الرشيدة، حيث استذكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد الحضور العميق لأخيه حاكم عجمان قائلاً: «أخي الشيخ حميد بن راشد النعيمي، حاكم عجمان، لك منّا كلّ التحية والتقدير، لك منّا ومن شعبك كلّ المحبة والتوقير» فبهذه الكلمات الفوّاحة بعطر المحبة والصدق يخاطب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أخاه صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي مُعبّراً بذلك عن أخلاقية راسخة نشأ عليها فرسان هذه الدولة الذين تربَّوْا على قِيَم الاحترام والتقدير لكل فرسان الوطن، باعثاً إليه تحية من قلبه النبيل ومن قلوب أبناء شعبه الذين يعرفون كم بذل هؤلاء الرجال من الجهد والتضحية في سبيل أن تكون الإمارات على ما هي عليه اليوم من المجد والرفعة والسؤدد.
«بذلتَ غالي السنين لوطنك دولة الإمارات ولإمارتك الغالية عجمان: تأسيساً وبناءً وقيادةً، ومشاركة مخلصة في الحفاظ على كيان الاتحاد وروحه ومبدئه، رفيقاً للمؤسسين ومسانداً وعضيداً لمن جاء بعدهم».. إنّ هذا التقدير من لدن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد لأخيه صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي هو تقدير مستحق وتحية عاطرة تعبّر عن احترام الدولة ورجالها وشعبها للجهود التي بذلها صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي في تأسيس إمارة عجمان والارتقاء بها، والحفاظ على مكتسباتها ضمن دائرة الاتحاد المتماسكة مع باقي إمارات الوطن، حيث كان صاحب السمو حاكم عجمان من المخلصين لفكرة الاتحاد والداعمين لها والمحافظين على منجزاتها، محافظاً على الإرث الذي تركه المؤسسون الأوائل الذين حمل معهم عبء التأسيس ومواجهة التحديات، وظَلَّ عظيم الوفاء لمسيرة الوطن من خلال دعمه ومساندته لكل القادة الذين تسلموا الأمانة بعد رحيل المؤسسين الكبار.
«أخي الشيخ حميد: نفخر بك علَماً خالداً من أعلام دولتنا، ونفخر بأبنائك الذين يواصلون مسيرتك المباركة، وندعو الله أن يُديم عليك الخير والصحّة والتوفيق في مسيرتك المباركة»، ويبلغ الإخاء والاحترام ذروته في هذه الكلمات النادرة التي لا تطيب بها إلا أخلاق فارس عظيم الأخلاق يعرف أقدار الرجال، ويعبّر بكل صفاء ووضوح عن عمق محبّته لهم، حيث يؤكّد على فخر الدولة والوطن بصاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي الذي هو أحد الأعلام الكبار في تاريخ الإمارات الحديث، وأحد الصناديد الشجعان الذين قام على أكتافهم بناء هذا الوطن الشامخ، فكان موقفاً رائعاً وثميناً من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن يرقم هذه الكلمات بمداد الوفاء لتكون في صفحة ناصعة من صفحات مجد هذا الوطن الكبير بأبنائه وقادته الفخور بفرسانه وسادته.
«أخوك الدائم على محبته... محمد بن راشد» وبأخلاق القادة الكبار يؤكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عمق هذه العلاقة التي تجمعه بأخيه صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي، ليظل محمد بن راشد هو ضمير هذا الوطن الذي يكتب أمجاده، ويحتفي بإنجازاته، ويغرس في قلوب أبناء شعبه كل القيم النبيلة التي تليق بالإنسان الإماراتي الذي سيظل وفيّاً لهذه الوجوه الطيبة التي تعلّمنا منها أعمق دروس الإنسانية والفروسية الأخلاقية.