المميزات العشر التي حددها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، والتي أطلق عليها «مميزات الشخصية الإماراتية على مواقع التواصل الاجتماعي»، تصلح في جوهرها لأن تكون ميثاق شرف ومدونة سلوك لما يجب أن يكون.
فلا شك أن مواقع التواصل الاجتماعي باتت مرتعاً خصباً لضعاف النفوس ممن يهرفون بما لا يعرفون، ويثرثرون بقصص وحكايات لا تستقيم مع قيم المجتمع الأصيلة وتقاليده العريقة.
لقد لخّص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في تدوينته ما ينبغي أن يتحلّى به الشباب فيما يطرحونه على الفضاء العام، ساعياً إلى تقديم نموذج مثالي للمواطن الإماراتي الواسع الاطلاع والمعرفة؛ والملمّ تماماً بالموضوع الذي يتحدث فيه، بلغة راقية يبتعد فيها عن السباب والقدح وكل ما يخدش الحياء في الحديث.
ولعلّ الحفاوة التي قوبلت بها كلمات القائد الذهبية تؤكد أن الكل ضجّ من سلوك الخارجين على قيم وتقاليد مجتمعاتنا وأخلاقياتها، وأنه قد آن الأوان للتصدي بحزم لكل من يعبث بأمن أوطاننا.
ومن هذا المنطلق تقع على أصحاب الضمائر الحية مسؤولية التحرك لردع الذباب الإلكتروني، وفضح أضراره وأخطاره على المجتمعات والسلم الاجتماعي.
التفاعل مع ما قاله القائد لم يكن محلياً فقط؛ بل وخليجياً أيضاً، فقد عانت المنطقة كثيراً من هذا النوع من البشر الذي يخلّ بكل الأعراف ويسعى للفساد ويهدم الكثير من القيم الموروثة.
وللإنصاف؛ فإن الإماراتيين كانوا دوماً نموذجاً في الالتزام بالمعايير الاجتماعية، وفي تنفيذ تعليمات قيادتهم الرشيدة، فنجدهم يتبارون لتأكيد الانتماء والولاء لوطنهم من خلال الحرص على نشر السلام والصفاء بين أفراد المجتمعات.
إن عالم الشبكة العنكبوتية فسيح وفضاءها يمكن أن يكون مسرحاً للتعارف وتلاقي الأفكار البناءة، وأداة تثقيف وتنوير دون إسفاف أو ترويج للمعاني الهابطة والسعي الخبيث لشق الصفوف وإفشاء روح التعصب البغيض، وتجاهل القواسم المشتركة التي تجمع بين بني البشر على وجه العموم، وأبناء المنطقة الخليجية على وجه الخصوص.
أتمنى أن ننتهز الفرصة وحالة الزخم الراهنة لمحاصرة العناصر الضارة وأصحاب الأفكار المدمرة، وأن نحسن استغلال الفضاء الإلكتروني لنشر كل ما هو جاد ومفيد، مع إيماننا المطلق بحتمية التطور وأهميته وضرورة مواكبتنا للعصر وأدواته التقنية.
لا يمكن أن نغفل ما أحدثته مواقع التواصل من تأثير بالغ الخطورة في سلوكيات الأفراد، وانعكاس ذلك على المجتمعات وعلى العلاقات حتى داخل الأسرة الواحدة، وإذا كنا جادين بالفعل في وضع حد لما نعانيه من فوضى الشائعات الهدامة والأفكار الخبيثة التي تملأ الفضاء الإلكتروني، ينبغي علينا الإسراع في وضع آليات لتطبيق نصائح القائد دون إبطاء.