بدأ الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، زيارته الرسمية لدول الخليج، السعودية وقطر والإمارات، في أول زيارة خارجية للرئيس الأمريكي منذ تولّيه الرئاسة في ولايته الثانية. وتحمل زيارة الرئيس الأمريكي إلى منطقة الخليج، تداعيات سياسية واستراتيجية واقتصادية عدة، فدول الخليج، حلفاء استراتيجيون للولايات المتحدة، وتأتي هذه الزيارة لتعزيز مستوى التقارب الخليجي - الأمريكي، وللتأكيد على التحالفات الاستراتيجية تجاه الملفات المختلفة.
المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أكدت على أهمية الزيارة لدول الخليج، وبينت أن الرئيس ترامب يولي أهمية لعلاقاته مع السعودية وقطر والإمارات، فهذه الدول باتت لاعباً مهماً في الساحة السياسية، العربية والعالمية، على حد سواء.
ومن أهم القراءات التحليلية السياسية في أهمية الزيارة المتجددة، ترسل رسائل عالمية حول السياسة الأمريكية الخارجية المقبلة في الشرق الأوسط، ودور دول الخليج واقتصادها لاستقرار المنطقة، وما أعلنه الرئيس ترامب بشأن سوريا، ورفع العقوبات المفروضة عليها، يكرس نهج دول الخليج «السعودية وقطر والإمارات»، الداعم لوحدة واستقرار سوريا، والثقل الكبير والتأثير الذي تلعبه هذه الدول على السياسة الأمريكية.
وأما في الشأن الاقتصادي، فلدولة الإمارات العربية المتحدة تأثير كبير في اقتصادات المنطقة والعالم، فدبي، على سبيل المثال، تشهد وجود عشرات الآلاف من الشركات العالمية، كما تمتلك أبوظبي ودبي استثمارات عالمية ضخمة حول العالم. والمنطقة توجد بأهم مسار إقليمي بحري وجوي، تمر به أكبر الشركات الاقتصادية العالمية المؤثرة في الاقتصاد العالمي.
إذن، هي سياسة محددة في عمقها نحو الرؤية الأمريكية من منطق اقتصادي واستثماري، يقوم على تأسيس الشراكات والتحالفات المالية.
لقد باتت دول الخليج محطة نوعية واستراتيجية، لأغلب زيارات رؤساء دول العالم، وأصبحت العلاقة الأمريكية - الخليجية تاريخية، ممتدة وموثوقة، وتتميز بسياسة الشريك الموثوق، في عالم تغيرت فيه التوازنات العالمية، وتطورت أدوات السيطرة، والنفوذ المستهدف لهيمنة القوى العالمية، وتعزيز مركز الثقل السياسي في الشرق الأوسط، حيث وجدت الإدارة الأمريكية وغيرها، عواصم خليجية تميزت برؤيتها التنموية، وتعزيز صناعاتها، والحفاظ على أمنها القومي الداخلي، من خلال تقوية علاقاتها الخارجية، وبناء خطوط سياسية مباشرة مع كثير من الدول، ليكون مجلس التعاون الخليجي مركز قرار جديداً، ولاعباً رئيساً في الساحة السياسية العالمية.