تندفع عجلة التطور في العالم بقوة نحو الطاقات النظيفة والمتجددة، متأثرةً بآراء المستهلكين ووعيهم حول أهمية تطبيق معايير الاستدامة لضمان مستقبل بيئي نظيف وصحي، ما يضع الشركات العاملة في مجال حلول الطاقة والتصنيع، وغيرهما من القطاعات المشابهة، في مواجهة مباشرة مع الكثير من التحديات التي تتطلب حلولاً مبتكرة تجمع بين الجودة والسرعة ومعايير الاستدامة.
ويفرض علينا هذا التطور تبني استراتيجيات جديدة تتناسب مع الرؤية المستقبلية العالمية لتأسيس مستقبل مستدام للجميع، مع التأكيد على ضرورة الالتزام بتقديم العون والمساعدة للجميع.
وتأتي هذه الاستراتيجيات في ظلّ تزايد الحاجة إلى التكيف مع التغيرات السريعة في السوق العالمية. كما تواجه الشركات تحديات مستمرة ومتزايدة لتطوير وابتكار منتجات وخدمات متكاملة تتناسب مع متطلبات المستهلكين.
هنا يأتي وعي المستهلك ليأخذ دوراً محورياً في توجيه قراراته الشرائية واختيار مصادر الطاقة. فعندما يزداد إدراك الناس لتأثيرات الطاقة على البيئة والمجتمع، يتجهون أكثر نحو مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، كما أن فهمهم للمخاطر المرتبطة بالوقود الأحفوري يدفعهم للبحث عن بدائل أكثر أماناً وصحةً.
وفي الآونة الأخيرة، شهدت متطلبات المستهلكين تحولاً ملحوظاً، إذ أصبح التركيز على الطاقات النظيفة وتقليل مخاطر البصمة الكربونية أولويات رئيسية، مما دفع الشركات لتبني ممارسات أكثر استدامة.
إضافةً إلى ذلك، أصبح المستهلكون يطالبون بشفافية أكبر حول المنتجات، مما زاد الاهتمام بالعلامات التجارية التي تتبنى ممارسات أخلاقية وتقدم خيارات طاقة نظيفة. هذا التغير في سلوك المستهلكين بدأ يدفع الشركات للابتكار والتكيف مع قيم المستهلكين وخياراتهم، لتلبية توقعاتهم في عالم يسعى نحو الاستدامة.
أيضاً في إطار التحول نحو الطاقات النظيفة وآراء المستهلكين حولها، نرى العديد من التحديات التي تواجه الشركات في ترشيد الاستهلاك وتوجيه المستهلك نحو خيارات أكثر استدامة.
وتتمثل أولى هذه التحديات في نقص الوعي العام حول المسائل المتعلقة بأهمية الطاقات النظيفة والمخاطر البيئية التي تحيط بنا، حيث يجد الكثيرون صعوبة في فهم المعلومات التقنية المتعلقة بالطاقة المستدامة، مما يستدعي ضرورة إيجاد طريقة لإيصال هذه المعلومات بلغة بسيطة وسهلة. كما تعتبر القدرة على اكتساب ثقة المستهلك من العقبات الرئيسية في طريق التحول نحو الطاقة النظيفة.
حيث يواجه الكثير من المستهلكين صعوبة في التمييز بين الشركات الربحية وتلك التي تعمل بجد لحماية البيئة. هذا التردد يُعقّد اختيارهم ويجعلهم يتساءلون عن النوايا الحقيقية للشركات.
إلى جانب ذلك، تشكل المنافسة مع الشركات التقليدية تحدياً بارزاً، حيث تقدم هذه الشركات خيارات طاقة تقليدية بأسعار أقل، مما يؤثر سلباً على خيارات المستهلكين. كما أن الإعلانات التي تروج للطاقة التقليدية يمكن أن تلعب دوراً في التعتيم على رؤية المستهلك تجاه الفوائد الحقيقية للطاقة النظيفة، وهذا من شأنه أن يعقد مهمة الشركات الرائدة في مجال الطاقات النظيفة لجذب العملاء وإقناعهم بخيارات أكثر استدامة.
كما يمثل اختلاف الثقافات واستجابة المجتمعات المتنوعة للمبادرات التوعوية بنسب متفاوتة تحدياً آخر؛ حيث يتطلب تصميم رسائل تراعي التنوع الثقافي واحتياجات كل مجتمع بشكل خاص. ولطالما شكلت مقاومة المستهلكين للتغيير عائقاً كبيراً أمام التحول نحو الطاقة النظيفة.
فارتباط الكثيرين بعادات استهلاكية متأصلة يحدّ من فعالية التوعية بأهمية تبني سلوكيات استهلاكية مستدامة. ولمحاولة التغيير يتطلب الأمر ابتكار استراتيجيات ورسائل توعوية تتناسب مع أنماط حياتهم، لتعزيز الوعي البيئي وتحفيزهم على اتخاذ خيارات أكثر استدامة.
وفي ظلّ السعي الدائم لتوجيه المستهلك نحو الطاقات النظيفة والتوعية بأهمية دور الفرد في عملية الانتقال إلى مستقبل أكثر استدامة، تعمل مجموعة دوكاب وفقاً لرؤية دولة الإمارات والتزامها بمساعدة الجميع دون استثناء، ونقل العالم إلى مسار مستدام.
وعلى مدى أكثر من 45 عاماً أثبتت المجموعة مكانتها كواحدة من أبرز الشركات الرائدة في تقديم حلول الطاقة المتكاملة وصناعة الكابلات عالية الجودة على المستوى المحلي والعالمي. وقد تمكنت المجموعة من توطيد علاقات استراتيجية قوية مع جهات وشركات صناعية مرموقة على المستويين الإقليمي والدولي.
ومنذ حصولها على أول جائزة للاستدامة قبل 25 عاماً، تواصل «دوكاب» جهودها في تعزيز التنمية المستدامة في الإمارات العربية المتحدة وعلى الصعيد العالمي.
وفي إطار السعي للتقدم وتبنّي الطاقة النظيفة، فقد أطلقت «دوكاب» مشروع المصنع الذكي (Blade)، القائم بشكل أساسي على تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، ودمج الذكاء الاصطناعي بعمليات الصناعة، باستخدام إنترنت الأشياء، وتحليل البيانات الضخمة لتسريع العمليات وتلبية احتياجات السوق. كما تملك المجموعة محفظة واسعة من المنتجات الصديقة البيئة والتابعة لمعايير الاستدامة العالمية.
كما تولي المجموعة اهتماماً كبيراً بزيادة وعي المستهلك بالطاقات النظيفة، وتدرك مدى أهمية الفرد بالتأثير على التوجهات الصناعية للشركات حول العالم، وتعمل جاهدة لترك بصمة إيجابية في المجتمع تعكس نظرتها المستقبلية وعملها الجاد لمستقبل أكثر استدامةً ونظافة.