المعرفة بوابة التقدم

رافقت المعرفة الإنسان منذ اللحظة التي تفتح فيها وعيه، سعى دائماً إلى تطويعها لصالحه والاستفادة منها بطرق مختلفة، ولكن رغم ذلك ظلت المعرفة محافظة على مفهومها الأساسي، كما حافظت على اتساع نطاقها وتغير أشكالها وفقاً لإيقاع الزمن، وارتفع حجم تأثيرها على الاقتصاد والحياة الاجتماعية، بفضل ما نشهده من تقدم وتقنيات جديدة وذكاء اصطناعي، ما حول المعرفة إلى أهم سلعة في المجتمعات.

اهتمت الإمارات كثيراً بالاستثمار في المعرفة، من خلال ربطها بين التعليم والنمو الاقتصادي والقدرة التنافسية عبر استراتيجيتها ورؤيتها الشاملة لبناء اقتصاد معرفي مستدام، ولم تتوانَ في تطويع جميع الوسائل الحديثة، لتحقيق قفزات متلاحقة في التعليم والاقتصاد، وهو ما يتجلى في الميزانية العامة للدولة التي دعمت التعليم بمليارات الدراهم المخصصة لبرامج التعليم العام والجامعي، كما اتجهت نحو تطوير اقتصادها والارتقاء به نحو مستويات أعلى.

حيث أصبح 74 % من الناتج المحلي للدولة غير نفطي، وهو مستوى قياسي نجحت الإمارات في تحقيقه، بفضل إيمانها بأهمية التنوع الاقتصادي، واعتمادها على المعرفة، وهو ما يمكن أن نستلهمه من حكمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حيث يقول: «إن القلم والمعرفة أقوى بكثير من أي قوة أخرى».

اهتمام الإمارات بالمعرفة لا حدود له، ولعل إطلاق مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، «أكاديمية لمهارات المستقبل»، يمثل دليلاً إضافياً على ذلك، لا سيما وأن الأكاديمية تستهدف تهيئة كفاءات شبابنا ومواهبنا في المنطقة العربية، ضمن مشروع المعرفة العالمي، كما تجسد نهج الدولة ورؤيتها الهادفة لإرساء دعائم اقتصاد معرفي قائم على الابتكار والريادة والإبداع، وانطلاقاً من إيمان القيادة الرشيدة في الدولة بأهمية الاستثمار في الإنسان ودوره في تطوير المجتمعات.
مسار:
تمكين العقول بالأدوات المعرفية يسهم في تحقيق نهضة الوطن ودعم ركائز تنميته.