الملكية الفكرية ركيزة أساسية في دعم الابتكار الاقتصادي

الملكية الفكرية تمثل اليوم أحد أعمدة الاقتصاد المعرفي الحديث. فهي تتعلق بحماية حقوق الأفراد والشركات في إبداعاتهم واختراعاتهم، بما يشمل براءات الاختراع والعلامات التجارية وحقوق النشر.

مع تطور الاقتصاد العالمي واعتماد الدول بشكل متزايد على التكنولوجيا والابتكار، أصبحت حماية الملكية الفكرية أكثر أهمية من أي وقت مضى. في دولة الإمارات العربية المتحدة، تأخذ هذه القضية أولوية خاصة، حيث تم اعتماد سياسات وأنظمة حديثة تهدف إلى دعم المبدعين والمخترعين وتعزيز بيئة الابتكار.

تسهم الملكية الفكرية في دفع عجلة الابتكار والاقتصاد من خلال توفير بيئة قانونية تشجع الأفراد والشركات على الاستثمار في البحث والتطوير.

من خلال حماية براءات الاختراع والعلامات التجارية، يمكن للمبدعين الاستفادة من أفكارهم وتحويلها إلى منتجات وخدمات تحقق عوائد مالية مستدامة. على مستوى أوسع، تسهم حماية الملكية الفكرية في تعزيز المنافسة وتحسين جودة المنتجات، مما يعود بالنفع على المستهلكين والاقتصاد ككل.

في إطار سعيها للتحول إلى اقتصاد معرفي بحلول عام 2031، أطلقت الإمارات في فبراير 2024 نظاماً جديداً للملكية الفكرية يتألف من 11 مبادرة تهدف إلى تسهيل إجراءات تسجيل براءات الاختراع والعلامات التجارية وتطوير أدوات قانونية لحماية حقوق المبدعين.

هذا النظام يعكس التزام الإمارات بتبني أفضل الممارسات العالمية في حماية الملكية الفكرية، ويهدف إلى تحويل الدولة إلى مركز إقليمي للابتكار والإبداع من أبرز المبادرات التي تم إطلاقها هي مبادرة «InstaBlock»، التي تتيح الإزالة السريعة للمحتويات المنتهكة لحقوق الملكية الفكرية على المنصات الرقمية، خاصةً في البث المباشر. كما تم إطلاق «IP School» بالتعاون مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO)، بهدف تعزيز وعي الطلاب وأفراد المجتمع بأهمية الملكية الفكرية ودورها في حماية الإبداع.


النظام الجديد للملكية الفكرية في الإمارات يهدف إلى دعم المبدعين وتمكينهم من تحويل أفكارهم إلى مشاريع تجارية ناجحة. أحد أبرز أهداف النظام هو الوصول إلى 6,000 براءة اختراع جديدة بحلول عام 2026 من خلال تعزيز الشراكات مع الجامعات والمؤسسات البحثية. كما يسهم في جذب الاستثمارات الأجنبية عبر تأمين بيئة قانونية محفزة تعتمد على الابتكار.

في ظل التطورات السريعة التي يشهدها العالم الرقمي، تبقى حماية الملكية الفكرية أحد المحاور الأساسية لدعم الابتكار والنمو الاقتصادي. دولة الإمارات، من خلال أنظمتها الجديدة وسياساتها الاستباقية، تسعى لتعزيز دورها كمركز عالمي للابتكار والإبداع، مما يسهم في تحقيق رؤيتها المستقبلية القائمة على اقتصاد معرفي ومستدام.